للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

واستخلفَ عليها رجلًا من الأنصار، فلم يزلْ عليها حتى قُتِلَ عليٌّ.

وكذا ولَّى عليٌّ حين خرجَ يريد البصرة: تميمَ بنَ عبدِ عمروٍ أبا حسنٍ المازنيَّ (١).

ولما ترك الخلافة ابنُه الحسنُ لمعاويةَ بنِ أبي سفيان -رضي الله عنهما- كان أبو هريرة في أثناءِ الفتنةِ يُصلِّي بالنَّاس، حتى جاء جاريةُ بنُ قُدامةَ.

واستعملَ معاويةُ على المدينة: مروانَ بنَ الحكمِ بنِ أميَّةِ ثمان سنين وشهرين، ثمَّ عزله، واستعمل في أحد الرَّبيعين سنةَ تسعٍ وأربعين سعيدَ بنَ العاص.

وكان على قضائِها في أيَّامِ مروانَ عبدُ اللهِ بنُ نوفلِ بنِ الحارثِ، فعزلَه سعيدٌ حين استقرَّ بأبي سلمةَ بنِ عبدِ الرَّحمن، بل قيل: إنَّ ابنَ نوفلٍ كان قاضيًا زمنَ معاوية، وإنَّه أوَّلُ قاضٍ كان بالمدينة من التَّابعين، وتكرَّرت ولايةُ معاويةَ لسعيدِ بنِ العاصِ في الإمرة.

وكذا استعملَ معاويةُ أبا هريرةَ غيرَ مرَّةٍ، وكان إذا غضِبَ عليه يبعث مروان، بحيث وَلِيها أيضًا غيرَ مرَّةٍ، ومن جملتها في سنة أربعٍ وخمسين.

واستعملَ معاويةُ أيضًا عبدَ الملكِ بنَ مروانَ، وهو ابنُ ستَّ عشرةَ سنةً، وحجَّ سنة سبعٍ وخمسِينَ (٢)، وعزل معاويةُ مروانَ في سنةِ سبعٍ وخمسين.

واستعملَ ابنَ أخيِه الوليدَ بنَ عتبةَ بنِ أبي سفيانَ (٣)، وكان في سنةِ تسعٍ وخمسين


(١) ذكره ابن الأثير في "أسد الغابة" ١/ ٢٦٠، لكن ليس فيها أنَّ ذلك كان حيث خروج عليٍّ - رضي الله عنه - إلى البصرة؛ لأنَّه حين خروجه إليها ولى على المدينة تمَّام بن العباس، وقيل: سهل بن حنيف، كما في "تاريخ الطبري" ٤/ ٤٥٥، و "الكامل" ٣/ ١١٤.
(٢) في الأصل: خمس وسبعين، وهو خطأ، فإن معاوية مات سنة ٦٠.
(٣) الوليد بن عتبة بن أبي سفيان الأموي، ولاه عمه معاوية إمرة المدينة.
قال أبو مصعب: كان حليما كريمًا. "نسب قريش" ص: ١٣٣، و "الثقات" ٥/ ٤٩١.