للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لما [تزعَّم] (١) على الحرمين وإمرةِ الحجِّ، فحجَّ بالنَّاسِ سنةَ سيعَ عشرةَ وستِّ مئةٍ، فقُتلَ بعدَ انقضاءِ أيَّامَ مِنى منها.

وكانَ ذكوانُ بنُ صالحٍ السَّمَّانُ المدنيُّ، التَّابعيُّ أحدُ كبارِ علمائِها مؤذِّنًا، فربَّما أبطأَ الإمامُ فيصلِّي بالنَّاس، فلا يكادُ يُجيزُها من الرِّقة والبكاءِ.

وممَّن كان يقصُّ بها من التَّابعين: سلمانُ أبو عبدِ الله الأغرُّ، وأبو حازمٍ سلمةُ بنُ دينارٍ الأعرجُ، وأبو مودودٍ عبدُ العزيزِ ابنُ أبي سليمانَ، القاصُّ الواعظُ المذكِّر.

وممَّن كان يكتبُ بها الوثائقَ، ويقسمُ المواريثَ خارجةُ بنُ زيدِ بنِ ثابتٍ، وطلحةُ بنُ عبدِ الله بنِ عوفٍ القاضي أيَّامَ يزيدَ بنِ معاويةَ، كما تقدَّم.

- إذا عُلَمَ هذا، فأوَّلُ الأمراءِ من أشرافِ المدينةِ حسينُ بنُ مهنَّا الأكبرِ بنِ داودَ بنِ أحمدَ بنِ القاسمِ بنِ أبي عبدِ اللهِ عبيدِ الله، نقيبِ المدينة، ابنِ أبي القاسمِ طاهرِ بنِ يحيى النَّسَّابةِ المؤرِّخِ ابنِ الحسينِ بنِ جعفرٍ، الَملقَّبِ بحجَّةِ اللهِ ابنِ عبيدِ الله الأعرجِ بنِ الحسينِ الأصغرِ ابنِ زينِ العابدين عليِّ بنِ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ أبيَ طالبٍ الحسينيُّ، ثمَّ ابنُه مهنَّا الأعرجُ، ثمَّ ابناه الحسين، والعزُّ القاسمُ أبو فُليتةَ، واحدًا بعد آخر.

وكان ثانيهما أوَّلَ مَن عُرِفَ من أمراءِ هذا البيت، كان أميرًا بعد السِّتين وخمس مئةٍ أيَّامَ الخليفةِ المستضيءِ بأمرِ الله (٢) ابنِ المستنجدِ باللهِ العبَّاسيِّ (٣)، والسُّلطانِ صلاحِ


(١) وفي الأصل (ق أ/٢١) [تزعزع]، وهو تصحيف.
(٢) المستضيءُ بأمرِ الله، الحسنُ بنُ يوسفَ المستنجدِ ابنِ المقتفي، بويع بالخلافة يوم مات أبوه سنة (٥٦٦ هـ)، ونادى برفع الظلم والمكوس. "العبر" ٣/ ٤٧، و " البداية والنهاية " ١٢/ ٢٦٢.
(٣) المستنجدُ بالله أبو المظفَّرِ يوسفُ ابنُ المقتفي، بويع له بالخلافة بعد وفاة أبيه سنة ٥٥٥ هـ.
قال ابن كثير: كان رجلا صالحا. "العبر" ٣/ ٢٣، و " البداية والنهاية " ١٢/ ٢٤١.