للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وارتدَّ مُسيلِمةُ الكذَّاب، وادَّعى النُّبوَّة (١)، وحجَّة الوداع التي لم يحج بعد الهجرة غيرها (٢) ونزلت عليه فيها بعرفة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} (٣) الآية، وخطبَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فيها، وأوصاهم وودَّعَهم، وقال: "لعلَّكم لا تروني بعد عامي هذا" (٤)، ووقف معه -صلى الله عليه وسلم- فيها مئةُ ألفٍ وعشرون ألفًا (٥).

وفي الحادية عشرة: كانت وفاتُه -صلى الله عليه وسلم- بعد شكواه أيامًا شهيدًا، حميدًا سعيدًا، في يوم الاثنين حين اشتدَّ الضُّحى (٦) لليلتين مضتا من ربيعٍ الأوَّلِ عن ثلاثٍ وستين سنة، وعَظُمَ الخظْب، ودَهِشَ جماعةٌ من الصَّحابة، ولم يكن فيهم أثبتَ من أبي بكر الصِّدِّيق، والعبَّاس، وخطب الصِّدِّيقُ النَّاس تاليًا قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (٣٠)} (٧)


(١) "جوامع السيرة" ص: ٢٥٩، و "البداية والنهاية" ٦/ ٣٤١.
(٢) أخرجها مسلم في كتاب الحج باب: حجة النبي -صلى الله عليه وسلم- ٢/ ٨٨٦ (١٤٧). من حديث جابر بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-. ولابن حزم في "حجة الوداع" كتاب كبير مطبوع.
(٣) سورة المائدة: ٣. أخرجه البخاري في كتاب المغازي باب: حجة الوداع (٤٤٠٧).
(٤) وهي ضمن ألفاظ رواية مسلم المتقدمة.
(٥) هكذا قال السخاوي، وقال الذَّهبيُّ: حجَّ معه من الصحابة مائة ألف أو يزيدون، حتى حجَّ من لم يره قبلها ولا بعدها، ونالوا بذلك نصيبًا من الصحبة. "العبر" ١/ ١٠، و "الإشارة" ص: ٣٤٦.
(٦) وذلك في اليوم الثاني عشر، من شهر ربيع الأول.
قال ابن حجر: كاد أن يكون إجماعًا.
وأصلُ الحديث أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب: وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- (٤٤٦٦). من حديث عائشة رضي الله عنها، بذكر يوم الوفاة.
(٧) سورة الزمر:٣٠. وانظر جزء السيرة من "ثقات ابن حبان" ٢/ ١٣٤.