للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأهل الصُّفَّة، وهم عددٌ كثير، أفردتُ لهم "جزءًا" (١) ممَّا لا ينافيه قولُ أبي هريرة: رأيتُ ثلاثين رجلًا منهم يصلُّون خلفه -صلى الله عليه وسلم-، ليس عليهم أردية (٢).

وعدَّ منهم نفسَه، وأبا ذرٍّ (٣)، وواثلةَ بن الأسقع (٤) وقيسَ بنَ طَخْفة الغِفاري (٥). وبالجملة: فلقد تصوَّرتُ أني لو بسطتُ هذه النُّبذة، وما يلتحقُ بها لزادتْ على عشرين مجلدًا.

فلنرجع للنُّبذِ الأخرى في الإشارة، بألخصِ عبارة، لما الاهتمامُ باستحضاره، للزَّائر مُهمّ، وللسَّائر السَّاري في القُربات التي بها يُلمّ، ممَّا يتعلَّق بالمدينة الشَّريفة، وجهاتِها البهِجة المُنيفة، كأسمائها، وارتقت لدون مئةٍ عند المجدِ (٦) منها زيادة على ثلثيها، وأفضليتها على مكَّة، وقد ذهبَ لكلٍّ من القولين جماعة (٧)، مع الإجماعِ على أفضلية


(١) اسمه: "رجحان الكِفَّة في بيان نبذة من أخبار أهل الصفة"، حققه مشهور بن حسن وأحمد الشقيرات. دار السلف للنشر والتوزيع.
(٢) أخرجه البخاريُّ في كتاب الصلاة، باب: نوم الرجال في المسجد (قم ٤٤٢) عنه بلفظ: رأيتُ سبعين من أصحاب الصُّفَّةِ ما منهم رجلٌ عليه رداءٌ إمَّا إزارٌ أو كساءٌ.
(٣) اسمه: جندب بن جنادة، تأتي ترجمته في موضعها.
(٤) هو واثلةُ بنُ الأسقعِ بنِ كعبٍ البَكريُّ، اللَّيثيُّ -رضي الله عنه-، صحابيٌّ أسلم قبل تبوك، وشهِدها، مات سنة ٨٥ هـ، وهو آخرُ مَن مات بدمشق من الصحابة. "الإصابة" ٣/ ٦٢٦.
(٥) تأتي ترجمته.
(٦) "المغانم المطابة في معالم طابة" ١/ ٢٦١ - ٢٦٢.
(٧) ذهب عمرُ بنُ الخطَّاب وبعضُ الصَّحابة وأكثرُ المدنيين إلى تفضيل المدينة، وهو مذهب الإمام مالك، وروايةٌ لأحمد.
وذهب عبد الله بن عياش، وعطاء، وهو مذهب الشافعي، وأحمد في رواية إلى تفضيل مكة. انظر: "شرح الشفا" ٢/ ١٦٣، و "سبل الهدى والرشاد" ٣/ ٤٥١.