للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولما أمرَ الإمامُ مالكٌ المهديَّ حين قدومه بالسَّلام على أولاد المهاجرين والأنصار قائلًا له: ما على وجهِ الأرض قومٌ خيرٌ من أهلهِا، ولا منها، سأله عن ذلك؟ فقال: لأنَّه لا يُعرف قبرُ نبيٍّ اليومَ على وجه الأرض غيرُ قبرِ نبيِّنا محمَّد -صلى الله عليه وسلم-، ومَن كان قبرُه عندهم، فينبغي أن يُعرفَ فضلُهم على غيرهم، فامتثل أمره (١).

ومن الأدلَّة: قولُه -صلى الله عليه وسلم-: "اللَّهمَّ حبِّبْ إلينا المدينةَ كحبِّنا مكةَّ أو أشدَّ" (٢).

ودعاؤُه -صلى الله عليه وسلم- بضعفي ما بمكَّة من البرَكة (٣).

وأمَّا: "الَّلهمَّ إنَّك أخرجتنَي من أحبِّ البقاعِ إليَّ، فأسكنِّي في أحبَّ البقاعِ إليك" (٤)؛ فضعَّفه ابنُ عبد البَرِّ (٥) احتمالَ (٦) كونِه صدرَ ابتداءً قبلَ ما تجدَّد له من فضائلِها التي منها ما عادَ على مكَّة بفتحِها.

هذا مع العلمِ بأنَّ محبَّةَ الرَّسولِ -صلى الله عليه وسلم- تابعة لمحبِّة اللهِ تعالى، وما وردَ من مضاعفةِ الصَّلاة بمسجد مكَّة زيادةٌ عليها بالمدينة (٧).


(١) انظر: "ترتيب المدارك" ١/ ١٠٢، و "سبل الهدى والرشاد" ٣/ ٤٤٨.
(٢) أخرجه البخاريُّ في كتاب فضائل المدينة، باب: كراهية النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تُعرى المدينة (١٨٨٩)، ومسلم في كتاب الحج، باب: الترغيب في سكن المدينة ٢/ ١٠٠٣ (٤٨٠) من حديث عائشة رضي الله عنها.
(٣) أخرجه البخاريُّ في كتاب فضائل المدينة، باب: المدينة تنفي الخبث (١٨٨٥)، ومسلم في كتاب الحج، باب: فضل المدينة ودعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها بالبركة ٢/ ٩٩٤ (٤٦٦) من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-.
(٤) أخرجه الحاكم في "المستدرك" ٣/ ٣، وفيه: عبد الله بن سعيد ضعيف جدًا، وهذا الحديث من منكراته، وقال الذهبيُّ فيه: موضوع، وقال ابنُ كثير في "السيرة النبوية" ٢/ ٢٨٤. غريب جدًا.
(٥) "الاستذكار" ٢/ ٤٦٤، و "المقاصد الحسنة" للمؤلف ص: ٨٩.
(٦) هكذا في الأصل (ق ٨/ب) كتبت في المطبوعة هكذا: (باحتمال).
(٧) أخرجه البخاريُّ في كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة، باب: فضل الصلاة في مسجد مكة=