للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكانت الخطابةُ قبلَه بأيدي آل سنان بنِ عبدِ الوهَّابِ بنِ نُميلةَ، الشَّريفُ الحسينيُّ (١)، بل وكان الحكمُ مرجعُه إليهم، فلم يكن لأهلِ السُّنةِ خطيبٌ ولا حاكمٌ منهم.

قال ابنُ فرحون (٢): والظاهرُ أنَّ ذلك منذ استيلاءِ العُبيديين على مصرَ والحجازِ، فإنَّ الخُطبة في المدينة كانت بأيديهم، فلمَّا تغلَّب الخلفاءُ العباسيون على الحجازِ، وأقيمت الخطبةُ لهم إلى يومنِا، أُخذت الخطابةُ خاصَّة من آل سنان سنة اثنتين وثمانين وستمائة، واستقرَّ فيها من المنصورِ قلاوون الصالحي (٣): السِّراجُ عمرُ المذكور، فكان أوَّلَ مَنْ خطبَ بها لأهل السُّنَّة، واستمرَّت الإمامةُ معهم، ولكن لأهلِ السُّنَّة إمامٌ يصلِّي بهم الصَّلواتِ فقط.

ثمَّ صارَ السُّلطانُ يرسلُ في كلِّ سنةٍ مع الحاجِّ شخصًا يُقيم لأهلِ السُّنةِ الخطابةَ والإمامةَ، فيقيمُ نصفَ سنةٍ، ثمَّ يأتي في رجب مع الرَّجبية (٤) إلى ينبع، ثمَّ يليها غيرُه، وكلُّ مَنْ يجيء لا يقدر على الإقامة إلا بكُلفةٍ ومشقَّةٍ، لتسلُّط الإمامية من الأشرافِ وغيرِهم عليه.

ثمَّ خطبَ بعد السِّراجِ: الشَّمسُ الحلبيُّ (٥)، ثمَّ الشَّرفُ السِّنجاريُّ (٦)، ثمَّ أُعيدَ


(١) شمسُ الدِّين سنانُ بنُ عبدِ الوهَّاب بنِ نُميلة الحسينيُّ، شيعي المذهب، قاضي المدينة. "نصيحة المشاور" ص: ٢٢٤.
(٢) "نصيحة المشاور" ص: ٢٥١.
(٣) ترجمته في حرف القاف باختصار.
(٤) هم الذين يأتون إلى المدينة في شهر رجب.
(٥) شمس الدين الحلبي. انظر "نصيحة المشاور" ص: ٢٥٢، و "المغانم المطابة" ٣/ ١٢٣٧.
(٦) شرف الدين السنجاري، هو أحمد بن عثمان بن عمر المجدلي، تأتي ترجمته.