للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثمَّ عُزل بابن صالحٍ في ذي القَعدة منها مضافًا لوظيفتِه، ثمَّ انفصلَ على القضاءِ فقط في سنةِ أربعَ عشرةَ، وأُعيد الكازرونيُّ، ولكنَّه لم يباشره؛ لأنَّه كان بالقاهرة، فنابَ عنه ابنُ عمِّه شرفُ الدِّين ابنُ تقيِّ بنِ عبدِ العزيزِ بنِ محمد الكازرونيُّ (١).

ثمَّ في أحد الجُمادين من التي تليها أُعيد ابنُ صالحٍ إلى أن ماتَ في صفرٍ سنة ست وعشرين، فوليَ بعده ابنُه فتحُ الدِّين أبو الفتحِ محمَّدٌ.

ثمَّ ترك -في سنة أربعٍ وأربعين- القضاءَ خاصَّة لأخيه الوليِّ أبي عبد الله محمّدٍ، واقتصر على الخطابةِ والإمامةِ والنَّظر، مع معاونة أخيه لها فيها، إلى أن مات في جمادى الأولى سنة ستين، فاستقلَّ بنوه الثَّلاثة: الصَّلاحيُّ (٢)، والزَّكويُّ (٣)، والبرهانيُّ (٤)، بالخطابةِ والإمامة والنَّظر.

ودامَ أبو عبدِ الله عمُّهم في القضاءِ مع معاونتهم في الثَّلاثة إلى أنْ أعرضَ عن القضاء للصلاحي أحدهم، وجاءه التفويضُ بذلك في ذي الحجَّة سنة سبعٍ وسبعين حين غَيبةِ أخيه الزَّكوي في الرُّوم، بسبب النَّظر في أوقافها، فلمَّا رجع منها لمصر سنة ثمانين، وطُلبَ الصَّلاحيُّ، وشيخُ الخُدّاَم مرجانُ التقوي لمصر، فعُزلا، وتوجَّه الصَّلاحي إلى اليمن.

واستقرَّ الزَّكويُّ في الوظائفِ الأربعةِ إلى أنْ قتلَه الأشرافُ القيامى، لنسبتهم إلى


(١) "الضوء اللامع" ٧/ ٩٧.
(٢) صلاحُ الدين، محمدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ الرَّحمن المصريُّ، تأتي ترجمته.
(٣) زكيُّ الدِّين، محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمن.
(٤) برهانُ الدِّين، إبراهيمُ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمن.