للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ودُكَّةَ (١) المؤذِّنين الأشرفُ قايتباي بمباشرةَ الشَّمسِ ابنِ الزَّمِن (٢) من رُخام.

والفرَّاشون: وهم نحوُ أربعين وظيفةً، والعددُ بالنَّظر للاشتراك كذلك، وشيخُهم: الشِّهابُ الحبيشي (٣)، تلقَّاها عن محمَّدِ بنِ عُمير، المتلقِّي لها عن محمَّدِ بنِ ضِرغام، والد أبي الفتح (٤)، وهو عن عبدِ السَّلامِ بنِ أحمدَ بنِ مُقبلٍ المريسيِّ، وهو عن أحمدَ بنِ عبدِ الوهَّابِ بنِ كرباجةَ، ووقفُهم تحتَ نظرِ شافعيٍّ مِصريٍّ.

ومن جملةِ وظائفهم: فَرشُ الرَّوضةِ، وجهةِ باب السَّلام شتاءً وصيفًا، وتُزاد الرَّوضة أيامَ الجُمَع، ونصبُ السَّتائر على الأبواب الأربعة للحُجرة، والمحرابين النَّبوي والعثماني، والمنبر، وكذا لأبوابِ المسجد، لكن في المهمَّاتِ خاصَّةً، كقدومِ أميرِ المدينة، وفَرشُ بساطِ شيخِ الخُدَّام، وحملُ السَّناجق (٥) ونصبُها، وإخراجُ الشَّمعِ في كلِّ ليلةٍ، ويُزاد في رمضان، وقَمُّ داخلِ المسجد وخارج أبوابه كلَّ جمعة، وتعميرُ القناديل نهارًا، وإسراجُها مع المغرب، وطَفؤُها صباحًا ومساءً، وإخراجُ الزَّيت من الحاصلِ وإدخالُه له، وفتحُ أبواب المسجد سحرًا، وللكثيرين من أعيانِ الأتراك والمباشرين والخُدَّام وغيرهم، اعتناءً بمشاركة الفرَّاشين والخُدَّام تبرُّكًا (٦).


(١) هو بناء يسطح أعلاه للمقعد. "لسان العرب": دكك.
(٢) اسمه محمد بن عمر بن عمر الخواجا، تأتي ترجمته في حرف الميم.
(٣) أحمد بن عبد الله بن أحمد الشهابي.
(٤) ذكره المصنف في ترجمة أبيه.
(٥) السَّناجق؛ جمع السَّنجق، وهو اللِّواء. "المعجم الوسيط "١/ ٤٥٣.
(٦) أي طلبا للبركة - والبركة من الله - بالمشاركة للفرَّاشين والخُدَّام في خدمة المسجد النبوي، والعناية به، لما في ذلك من التعاون على البر والتقوى، ومن تعظيم قدر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتعظيم قدر مسجده الشريف المنيف.