للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولم يزل الخلفاءُ والملوكُ يتداولون كسوةَ الحُجرة والكعبة إلى أن وقفَ عليها الصَّالحُ إسماعيلُ ابنُ النَّاصرِ محمَّدِ بنِ قلاوون في سنة ثلاثٍ وأربعين وسبع مئةٍ قريةً من ضواحي القاهرة يقال لها: بيسوس (١)، كان اشترى الثلثين منها من وكيلِ بيتِ المال، ثمَّ وقفَها على كسوة الكعبة (٢)، وكان الثُّلث الثالثُ للحُجرة والمنبر، فاستمرَّ إلى سلطنة المؤيَّدِ شيخٍ، فكسا الكعبةَ مِن عندِه سنةً، لضعفِ الوقفِ، ثمَّ فوَّضَ أمرَها لبعضِ أمرائِه، فاستمرَّ بالنِّسبة للكعبةِ، وما عداها، فإنَّما يُرسلُ في كلِّ عشرِ سنين، نعم. كلَّما ولي بمصر ملكٌ يعتني بإرسالهما غالبًا (٣).

والخدَّام؛ وهم الآن أربعون فأزيدُ، ما بين حبشيٍّ، وروميٍّ، وتكروريٍّ، وهنديٍّ، وهو الأكثر، وشيخُهم لم يزل منهم إلا في هذه الأزمانِ المتأخِّرة، فكان يلي المشيخة الفحول.

وأوَّلُ مَن علمتُه من الفحول: المولويُّ ابنُ قاسمٍ المحليُّ (٤)، استقرَبَهُ الأشرف برسباي في سنة تسع وثلاثين بعد بشير التيمي بسؤالٍ منه.

ثمَّ صُرفَ في سنة اثنتين وأربعين بفارسٍ الأشرفِ الرُّوميِّ، ثمَّ عُزل بفيروز الرُّكني سنة خمسٍ وأربعين، ثمَّ بعد موته استقرَّ جوهرٌ التَّمرازي، وتوجَّه إليها في سنة تسعٍ وأربعين، فلم يلبثْ أن ماتَ في أواخرِ التي تليها (٥)، فأعيدَ فارسٌ، ثمَّ عُزل


(١) بيسوس قرية من نواحي القاهرة. انظر "فتح الباري" ٣/ ٤٦٠.
(٢) كتب في الحاشية (ق ١٣/ ب) ما يلي: أول من وقف قرية بيسوس لكسوة الحجرة والكعبة إسماعيل بن ناصر محمد بن قلاوون في سنة ٧٤٣.
(٣) انظر "فتح الباري" ٣/ ٤٦٠، و "وفاء الوفا" ٢/ ٥٨٣ - ٥٨٤.
(٤) محمد بن القاسم بن عبد الله.
(٥) من المطبوعة، وفي الأصل (ق ١٣/ ب): التي مات، وهو خطأ.