للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

و (العِهْن) (١) التي صارتْ في جهاتِ ابنِ الزَّمن بالعالية (٢).

و (غَرْسُ) التي صارت لابن قَاوان (٣)، وبينها وبين مسجد قُباء، وكان - صلى الله عليه وسلم - يشربُ منها، بل يُروى أنَّه أوصى أن يُغسَّل منها بسبعِ قِرَبٍ لم تُحلَلْ أوكيتُهنَّ (٤).

ونُظمتْ فيما أنشدوا لأبي اليُمن ابنِ الزَّين المراغي:

إذا رُمتَ آبارَ النَّبيِّ بطيبةٍ … فعِدَّتُها سبعٌ مقالًا بلا وهَنْ

أَرِيسُ وغَرْسٌ رُومَةٌ وبُضاعةٌ … كذا بُصةٌ قُل بَيْرحًا مع العهنْ (٥)

وكلُّها مستعملةٌ ما عدا رُومةَ.

ومن الآبار: بئرٌ لم يزلْ أهلُ المدينة قديمًا وحديثًا يتبرَّكون بها، ويشربون من مائها، ويُنقل إلى الآفاقِ منها (٦)، كما يُنقل ماءُ زمزمَ، بحيث تسمَّى بذلك أيضًا لبرَكتِها (٧)، وهي الآن في مِلك الفخريِّ ابن العيني.


(١) العِهْن: رجَّح السمهودي أنها بئر اليسيرة، وهي لبني أمية بن زيد في العوالي. "وفاء الوفا" ٣/ ٣٨٨.
(٢) العالية: إذا ذكرت في المدينة فهي أعلاها من حيث يأتي وادي بطحان، ويطلق اليوم على تلك الجهات (العوالي) جمع (عالية).
"المعالم الأثيرة" ص: ١٨٥، و "معجم المعالم الجغرافية" ص: ١٩٧.
(٣) هو حسينُ بنُ أحمدَ بنِ محمَّدٍ، الكيلانيُّ، المكيُّ، الشافعيُّ، ويعرف بابن قاوان، عالمٌ مشارك، له " شرح الورقات في الأصول"، مولده سنة ٨٤٢، وتوفي سنة ٨٨٩ هـ. "الضوء اللامع" ٣/ ١٣٥.
(٤) الأوكيةُ: جمعُ وِكاء، وهو رِباط القِربة وغيرها. "القاموس": وكى.
(٥) انظر "الضوء اللامع" ٧/ ١٦٢، و "وفاء الوفا" ٣/ ٣٩٦.
(٦) وهذه البئر مما لا دليل على فضيلتها، فضلًا عن جواز التبرك بها ونقل مائها إلى الآفاق.
(٧) هي بئرٌ تسمَّى بئر زمزم بالمدينة على يمين السالك إلى ذي الحُليفة، وكانت تُعرف باسم بئر إهاب. "المغانم المطابة" ٢/ ٦١٩، ٨٣١، و "المعالم الأثيرة" ص: ٤٢، ١٣٥.