الثاني: أن يكون الطبيب متبرعًا غير مستأجر، فداوى المريض بلا إذنه أو داوى الصغير أو المجنون بلا إذن وليه فهل يضمن لو حصل تحت يده تلف أو لا يضمن؟
فيه قولان لأهل العلم: الأقرب؛ أنه لا ضمان عليه، والدليل على ذلك قوله تعالى:{مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ}[التوبة: ٩١]، وهذا محسن.
وأيضًا لأمره - صلى الله عليه وسلم - بالمداواة فقال:"تَدَاوَوْا؛ فَإِنَّ الله لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضْعَ لَه دَوَاءً"(١)، والطبيب امتثل أمر الشارع، فالشارع قد أذن له بالمداواة.
(١) رواه الترمذيُّ في كتاب الطب (٢٠٣٨)، وأبو داود في كتاب الطب (٣٨٥٥)، وابن ماجه الطب (٣٤٣٦).