للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَقَاصَرَ أَعْمَارَ أُمَّتِهِ أَنْ لا يَبْلُغُوا مِنْ العَمَلِ مِثْلَ الَّذِي بَلَغَ غَيْرُهُمْ في طُولِ العُمْرِ، فَأَعْطَاهُ اللهُ لَيْلَةَ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلفِ شَهْرٍ" (١).

[أى الليالي تكون ليلة القدر؟]

اختلف الفقهاء في أي الليالي تكون ليلة القدر:

فجمهور الفقهاء من المالكية (٢) والشافعية (٣) والحنابلة (٤) أنها في العشر الأواخر من رمضان، لكثرة الأحاديث التي وردت في التماسها في هذه العشر، وهي في الأوتار آكد من غيرها دائرة فيه.

وقال الحنفية (٥): ليلة القدر في الشهر قد تكون في أوله أو في وسطه أو آخره.

والصواب ما ذهب إليه الجمهور؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: " ... التَمِسُوهَا في العَشْرِ ألأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ ... " (٦).

[وهل هى فى ليلة معينة أم تتنقل عنها؟]

على قولين عند الفقهاء: فالشافعية (٧) يرون أنها منحصرة في العشر الأواخر من رمضان مبهمة علينا ولكنها في ليلة معينة لا تتنقل عنها ولا تزال من تلك الليلة إلى يوم القيامة.


(١) أخرجه الإِمام مالك في الموطأ: كتاب الاعتكاف، باب ما جاء في ليلة القدر (١/ ٣٣١) بلاغًا.
(٢) القوانين الفقهية، (ص: ٨٥).
(٣) المجموع (٦/ ٤٤٩ , ٤٥٠، ٤٥٢، ٤٥٩).
(٤) المغني (٣/ ١٨٢).
(٥) حاشية ابن عابدين (٢/ ٢٣٧).
(٦) أخرجه البخاريُّ: كتاب صلاة التراويح، باب تحري ليلة القدر في الوتر (١٨٨١)، مسلم: كتاب الصيام، باب فضل ليلة القدر (١٩٩٦).
(٧) المرجع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>