للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - أما من لا يترتب عليه ضرر من شربها ويتناولها باعتدال فيبقى الأمر على الإباحة كما هو الأصل في الأشربة والأطعمة.

٣ - أن أهل الخبرة قد ذكروا أن لها أضرارًا كثيرة من بينها السمنة لما تحتوي عليه من مواد سكرية وغيرها، وما دام الأمر كذلك فإنه ينبغي تجنبها؛ حفظًا للنفس البشرية من الأمراض، ودرءًا للمفاسد التي تترتب على تناولها، وقد جعل الله فيما أحل مما ينفع ولا يضر غنى عما يترتب عليه الضرر والمفسدة.

[المنشطات الرياضية]

وهي عبارة عن عقاقير مصنعة، وقد تكون موادًّا طبيعية تؤخذ بكميات غير طبيعية وبطرق غير معتادة تساهم في رفع اللياقة البدنية (١). وقد أثبتت الأبحاث الطبية أن تعاطي المنشطات الرياضية يؤدي إلى أمراض نفسية، كاضطراب المزاج والشعور بالكآبة، والرغبة في العدوانية، وأمراض عصبية كالجنون، وأمراض الكلى والخلل الهرموني وغيرها (٢).

حكم تناول المنشطات الرياضية:

ما دام ثبت أنها ضارة فإنه لا يجوز تناولها لحديث: "لا ضرر ولا ضرار" (٣). فإذا كان استخدامها من أجل التأثير على نتائج المنافسة الرياضية فهو نوع من الخداع والغش، وقد حرم الإِسلام ذلك فقد جاء في الحديث: "من غش فليس منا" (٤). فيكون متناولها مرتكبًا لأمرين ممنوعين ومحرمين في الإِسلام.


(١) الموسوعة العربية العالمية (٢١/ ٢٤٤).
(٢) النوازل في الأشربة، زين العابدين الشنقيطي (ص: ٢٤٤).
(٣) أخرجه مالك في الموطأ (٢/ ٤٥٢)، وأحمدُ في مسنده حديث (٢٨٦٥)، وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم، المستدرك (٢/ ٧٤).
(٤) أخرجه الترمذيُّ عن أبي هريرة في باب ما جاء في كراهية الغش في البيوع ورقمه (١٣١٥)، وهو حديث صحيح، الجامع الصغير للسيوطي (٢/ ٦٢٦)، ورقمه (٨٨٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>