للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دليل ذلك حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في خميصة لها أعلام، فنظر إلى أعلامها نظرة، فلما انصرف قال: "اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وأتوني بأَنبِجَانيَّةِ أبي جهم فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي" (١).

[التخصر في الصلاة]

تعريف التخصر: هو أن يضع المصلي يده على خاصرته في القيام، والخاصرة هي المستدق من البطن الذي فوق الورك، أي: وسط الإنسان.

ودليل ذلك هو نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يصلي الرجل مختصرًا" (٢).

وقد جاء تعليل ذلك في حديث عائشة -رضي الله عنها- بأنه فعل اليهود (٣).

وقد ذهب ابن عابدين (٤) إلى أن الكراهة فيه تحريمية.

والذي يظهر أن الكراهة فيه ليست تحريمية. وهذا هو قول جمهور الفقهاء (٥).

[الإقعاء في الصلاة]

يكره للمصلي إقعاؤه في الجلوس؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن إقعاء كإقعاء الكلب (٦).


(١) أخرجه البخاريُّ في كتاب الصلاة، باب إذا صلى في ثوب له أعلام ونظر إلى علمها، برقم (٣٦٦)، ومسلمٌ في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب كراهة الصلاة في ثوب له أعلام، برقم (٥٥٦) واللفظ للبخاري.
(٢) أخرجه البخاريُّ في أبواب العمل في الصلاة، باب الخصر في الصلاة، برقم (١١٦٢)، ومسلمٌ في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب كراهية الاختصار في الصلاة، برقم (٥٤٥).
(٣) أخرجه البخاريُّ في كتاب أحاديث الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، برقم (٣٢٧١).
(٤) حاشية ابن عابدين (١/ ٤٣٢).
(٥) حاشية الدسوقي (١/ ٢٥٤)، مغني المحتاج (١/ ٢٠٢)، كشاف القناع (١/ ٣٧٢).
(٦) أخرجه أحمد في مسنده (٢/ ٣١١) رقم (٨٠٩١) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>