للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما يَبْرُكُ البعير وليضع يديه قبل ركبتيه" (١).

٢ - بوّب البخاري لذلك بابًا قال فيه: "باب يَهْوِي بالتكبير حين سجد، وقال نافع: كان ابن عمر -رضي الله عنهما- يضع يديه قبل ركبتيه" (٢).

وفي رواية: قال نافع: "كان ابن عمر يضع يديه قبل ركبتيه ويقول: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعل ذلك" (٣).

قالوا: فهذا ابن عمر -رضي الله عنهما- وهو أشد الصحابة متابعة للنبي - صلى الله عليه وسلم - يصف هُوِيَّ النبي بالسجود أنه يقدم يديه على ركبتيه، فيكون بروك البعير خلافه.

قال الأوزاعي: "أدركت الناس يضعون أيديهم قبل ركبهم" (٤)، وقالوا أيضًا: إن ركبة البعير في يده، كما جاء ذلك عند أعلام أهل اللغة كعلقمة والأسود وذكر ذلك الأزهري (٥).

قال الإِمام الطحاوي: "إن البعير ركبتاه في يديه وكذلك سائر البهائم وبنو آدم ليسوا كذلك" (٦).

فإذا كانت ركبة البعير في يده والبعير حين يخر إنما يخر على ركبتيه اللتين في يده ويرمي بنفسه على الأرض فيحدث سقوطه صوتًا، فأمر الرسول بمخالفة


(١) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب كيف يضع ركبتيه قبل يديه؟ برقم (٨٤٠)، والنسائيُّ في كتاب التطبيق، باب أول ما يصل إلى الأرض من الإنسان في سجوده، برقم (١٠٩١) وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (١/ ١٥٨).
(٢) كتاب صفة الصلاة، والأثر علقه البخاري بصيغة الجزم تحت حديث رقم (٧٧٠).
(٣) وأخرجه ابن خزيمة في كتاب الصلاة، باب البدء بوضع الركبتين على الأرض قبل اليدين إذا سجد المصلي، برقم (٦٢٦) وصححه الألباني في صحيح ابن خزيمة.
(٤) صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - (ص: ١٢٢).
(٥) تهذيب اللغة (١٠/ ٢١٦).
(٦) شرح معاني الآثار، للطحاوي (١/ ٢٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>