للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحيانًا وهذا أحيانًا، فحسن.

التاسع والعشرون: إذا جلس في تشهده قال فيه مثل ما قال في التشهد الأول؛ فيقول: "التحيات لله ... " إلى آخر التشهد، ويجب هنا أن يأتي بالصلاة الإبراهيمية وهي: "اللَّهم صل على محمَّد وعلى آل محمَّد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللَّهم بارك على محمَّد وعلى آل محمَّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد" (١) هذا هو الأكمل، وإن أتى بأي صيغة أخرى من صيغ الصلاة الإبراهيمية فلا بأس، والأحسن أن ينوع في صيغ الصلاة على النبي، فيفعل هذا تارة وهذا تارة محافظة على فعل السنة، وإن اقتصر على واحدة أجزأه ذلك.

الثلاثون: إذا انتهى من تشهده هذا وصلاته على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيشرع للمصلي أن يدعو في آخر صلاته، فيستعيذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال. يحافظ على ذلك في فرائضه ونوافله على ما ذكرنا ذلك سابقًا، ثم يتخير بعد ذلك من الدعاء ما يعجبه فيدعو الله به، ويستحب له أن يدعو بما جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - في مقامه هذا، ومن ذلك: "اللَّهم أَعِنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" (٢).

أو "اللَّهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت" (٣).


(١) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد التشهد، برقم (٩٧٨).
(٢) أخرجه أبو داود في كتاب الوتر، باب في الاستغفار، برقم (١٥٢٢)، والنسائيُّ في كتاب السهو، باب الدعاء بعد الذكر، برقم (١٣٠٣) من حديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه-.
(٣) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم، برقم (١٥٠٩)، والترمذيُّ في كتاب الدعوات عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باب ما جاء في الدعاء عند افتتاح الصلاة بالليل، برقم (٣٤٢٢)، وأحمدُ في المسند (١/ ١٠٢) رقم (٨٠٣) من حديث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.

<<  <  ج: ص:  >  >>