للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في أقدامهم لبعدهم عن المسجد، ليعذرهم بذلك عن التخلف عن صلاة الظهر جماعة، أو يؤخروها إلى آخر النهار، فلم يشكهم أي: فلم يجبهم إلى ذلك. وقيل: لم يحوجنا إلى الشكوى بعد رفعه الحرج عنا. يقال: اشكيت فلانًا: ألجأته إلى الشكاية واشتكيته أيضًا: نزعت عن إشكائه.

وفي خبر ابن الزبير: (وتلك شكاة ظاهر عنك عارها) (١) قال القتبي: الشكاة: الذم والعيب وحكى ابن دريد: أنه من التشكي، وأول البيت يدل عليه: وظاهر أي زائل، وقد ذكرناه في بابه.

وعند الأصيلي في باب: لبس الحرير في الحرب: (شكينا إلى رسول الله ) بالياء.

[فصل الاختلاف والوهم]

في باب الشكوى: عن عباد بن تميم عن عمه (أنه شكى إلى رسول الله ) كذا للأصيلي وأبي ذر والنسفي وعند القابسي: شُكي بضم الشين قال القابسي: المعروف شكا. يقال منه: يشكو. ومنه في حديث مروان: (ما لابن أخيك يشكوك؟) (٢) وفي رواية بعضهم: يشتكيك وكلاهما صحيح مما تقدم. وعند الطبري: يشكيك.

ذكر مسلم عن سماك في تفسير (أشكل العينين) أي: طويل شق العينين، وكذا ذكره عنه الترمذي وغيره وفي بعض نسخ مسلم طويل شفر العين، والمعروف عن سماك ما تقدم. ولم يقل سماك في هذا التفسير كله شيئًا، والوجه فيه ما اتفق عليه أئمة اللغة أنها حمرة في بياض العين، تخالطها كما قدمناه والشهلة حمرة تخالط، سوادها هذا قول أبي عبيد وغيره.


(١) البخاري (٥٣٨٨).
(٢) مسلم (٥٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>