للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حيضتي) (١) أي: خرجت منها برفق كما قالت في الحديث الآخر: (فأكره أن استقبله، فأنسل انسلالًا).

ومنه قوله في حديث الجنب: (فانسللت فأتيت الرحل فاغتسلت) (٢) أي: انقبضت عنه وانصرفت، يريد من حيث لم يشعر. وقال بعض الشارحين: معناه أسرعت، من النسلان وهو تقارب الخطو مع الإسراع ولم يقل شيئًا لأن النون هنا أصلية واللام غير مضاعفة.

[(س ل م)]

قوله: (فأخذهم سَلَمًا) (٣) بفتح السين واللام، كذا ضبطه بعضهم، وضبطناه عن الأكثر بسكون اللام والأول أشبه، ومعناه: أسرى والسلم: بالفتح: الأسير لأنه أسلم وترك، وأما السلْم: بسكون اللام وفتح السين وكسرها فالصلح، وكذا السلام.

وقوله: (أقدمهم سلمًا) (٤) أي: إسلامًا، والسلم في البيع: السلف، بالميم والفاء مفتوح اللام بمعنى، وهو مذكور في الحديث، وهو: تقديم رأس المال في مضمون موصوف إلى أجل، مشتق من الدفع والتسليم، يقال فيه: أسلم وسلَّم، وأسلف وسلَّف وأرهن، كله بمعنى.

والسلام: اسم من أسماء الله تعالى قيل: معناه ذو السلامة أي: من كل عيب ونقص، وهو اختيار ابن فورك وغيره. وقيل: الذي سلم عباده من ظلمه، حكاه الخطابي. وقال الحربي: معناه مسلم عباده من هلاكه. وقال القشيري: مسلم المؤمنين من عذابه. قال: وقيل: المسلم على عباده بقوله: ﴿وَسَلَامٌ عَلَى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى﴾ [النمل: ٥٩] أي: ذو السلام. وقيل: المسلم على المؤمنين في الجنان بقوله: ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (٥٨)[يس: ٥٨].

وأما السلام من الصلاة، والسلام من التحية فقيل: معنى ذلك السلامة لك


(١) البخاري (٣٢٢).
(٢) البخاري (٢٨٥).
(٣) مسلم (١٨٠٨).
(٤) مسلم (٦٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>