للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا رحلة) (١) كذا ضبطناه عن شيوخنا، بكسر الراء، والذي حكاه أبو عبيد فيه الضم. قال: قال بعير ذو رحلة إذا كان شديدًا قويًّا، وناقة ذات رحلة عن الأصمعي. وعن الأموي: الرحلة جودة المشي، كذا روايتنا فيه: بالحاء في الأصل وضبطناه في الحاشية عن بعض الرواة رجلة بالجيم.

[(ر ح م)]

قوله: (وأنا نبي الرحمة) (٢) كذا للسجزي، ولغيره: المرحمة، لأن به تيب على الناس، وآمنوا ورحموا، كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: ١٠٧]، وقد يكون معناه ما سماه الله به من قوله: ﴿بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: ١٢٨] لعطفه وإحسانه لهم، وقد يكون ذلك لرحمة الله العالمين بشفاعته الثانية من النار أو البقاء فيها. وفي بعض الروايات مسلم: نبي الملحمة المبعوث بالقتال والجهاد، كما قال: بعِثْتُ بالذَّبْح وأُمِرْت أَن أُقاتِلَ الناسَ حتى يَقُولوا لَا إِلهَ إلَّا الله، وكما جاء في حديث حذيفة: نبي الملاحم، ونبي الرحمة، ذكره ابن أبي خيثمة.

قوله: (جعل الله الرحم مائة جزء) كذا رويناه: بضم الراء، معناه: العطف والرحمة، كما قال في الحديث الآخر: (خَلَقَ الله مائةَ رَحْمَةٍ) (٣) يُقَالُ رحمة ورحمة: بالفتح والضم ورحم بالضم.

والرحيم من أسماء الله، والرحمن من ذلك، فالرحمن ما اختص به تعالى لا يسمى به غيره كالله، وأما الرحيم فقد يوصف به المخلوقون. قال الله تعالى لنبيه: ﴿بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ وهي من الله عطف وإحسان، ومن المخلوقين رقة وارتماض يقضي بالعطف والإحسان.

قوله: (الرحم متعلقة بالعرش) (٤) ويقال رحم ورحْم ورحم، واعلم أن ما جاء من ذكر الرحم في مثل هذا كقوله: (قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائِذِ


(١) الموطأ (١٣٥٦).
(٢) مسلم (٢٣٥٥).
(٣) مسلم (٢٧٥٥).
(٤) مسلم (٢٥٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>