للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القاسم فتفل في ثوبه، كذا لابن الحذّاء، وعند كافة شيوخنا: (فليقل هكذا) (١) وهو الوجه.

[التاء مع القاف]

التقوى والتقاة والتقية: الحذر، وأصلها الواو، الجمع: التقى.

قوله: (كنا والله إذا احمرَّ البأس نتقي به) (٢) أي: نجعله أمامنا، ويكون هو قدامنا لشجاعته وتقدمه، حتى كأنه وقاية لنا أو كشيء يُتَّقى ويتحصن به، ولم يرد أنهم كانوا يفعلون هم به ذلك ولا يقدمونه، لكن لما كان هو يتقدم من عند نفسه، كان كمن قصد به ذلك.

وقوله: (من حلف على يمين ثم رأى أتقى الله منها، فليأت التقوى) (٣) أي أبرّ عند الله وأولى، إذ يعبر يعبر بالتقوى عن الطاعة.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في تفسير ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ﴾ [الشرح: ١]: (أنقض: أتقن) كذا في جميع النسخ وهو وهم، وعند بعضهم: (أثقل) وهو الصواب، وكذا رده الأصيلي. وقال في كتاب الفربري: أتقن وهو خطأ، وفي نسخة ابن نسخة ابن السماك، ويروى أثفن، وهو أصح من أثقن، كذا عنده بالثاء مثلثة والنون، وهذا غير معروف في كلام العرب. وثبتت هذه الزيادة عند ابن السكن لكن عنده، ويروى (أثقل) وهو الصواب. وقد روي عن الفربري أنه قال: انقض أثقل كأنه أصلحه.

وقوله: في حديث السقيفة (لقد خوّف عمر الناس وإن فيهم لنفاقًا فردّهم الله بذلك) (٤) كذا روياته من جميع الطرق، وفي جميع نسخ البخاري كلها، إلا أن أبا عبد الله الحميدي ذكره في اختصاره (إن فيهم لتقى، فردهم الله بذلك) وأراه تصحيفًا أو تسورًا على الإصلاح، وإنما استعظم لفظ النفاق عليهم ولا يجب استبعاده هنا، فليس بنفاق الكفر وإنما أشار إلى اختلاف الكلمة


(١) مسلم (٥٥٠).
(٢) مسلم (١٧٧٦).
(٣) مسلم (١٦٥١).
(٤) البخاري (٣٦٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>