للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: في الحديث (فإن الله يقول ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ [طه: ١٤]) (١) ويروى للذكرى.

والذكر: جاء في القرآن والحديث بمعانٍ. قال الحربي: للذكر ستة عشر وجهًا: الطاعة، وذكر اللسان، وذكر القلب، والإخبار، والحفظ، والعظة، والشرف، والخير، والوحي، والقرآن، والتورية، واللوح المحفوظ، واللسان، والتفكر، والصلوات، وصلاة واحدة. قال القاضي: وقد جاء بمعنى التوبة، وبمعنى الغيب، وبمعنى الخطبة.

قوله: في الميراث: (فلأولى رجل ذكر) (٢) وفي الزكاة: (فابن لبون ذكر) قيل: فائدة ذكر "ذَكر" هنا مع "ابن ورجل" مع استغنائه عنه إذ لا يقال: ابن ولا رجل للأنثى: أنه فيهما على التأكيد. وقيل: قد يكون احترازًا من الخنثى فقد أطلق عليها الاسمان. وقيل: هو تنبيه على فائدة نقص الذكورية في الزكاة مع ارتفاع سن ابن اللبون ليرى معادلتها لبنت مخاض لنقص ذلك في السن ورفعتها بالأنوثة، وثبت في المواريث على معنى اختصاص الرجال بالتعصيب للذكورية التي بها القيام على الإناث. وقيل: في الزكاة: قد ينطلق ابن على الولد فيعبر به عن الذكر والأنثى، فعينه بذكر لزوال الإلباس.

[(ذ ك و)]

قولها: (أذكي به طيبنا) أي: أقوى ريحه، وأزيده طيبًا.

وقوله: (أحرقني ذكاؤها) (٣) أي: شدة حرها والتهابها، كذا هو بفتح الذال ممدود عند الرواة، والمعروف في شدة حر النار القصر، إلا أن أبا حنيفة ذكر فيه المد، وخطأه فيه علي بن حمزة في ردوده يقال: ذكت النار تذكو ذكًا وذكوًا، ومنه: ذكاء الطيب: انتشار ريحه، وأما الذكاء ممدود فتمام السن، وذكاء القلب.


(١) مسلم (٦٨٤).
(٢) البخاري (٦٧٣٢).
(٣) البخاري (٨٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>