للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(ن ع م)]

وقوله: (حُمُر النَّعَم) (١) بفتح النون والعين: هي الإبل وحمرها أفضلها، والنعم: الإبل خاصة فإذا قيل: الأنعام دخلت معها في ذلك: البقر والغنم. وقيل: هما لفظان بمعنى واحد على الجميع.

وقوله: (نَعَمًا ثريًا) (٢) أي: إبلًا كثيرة، ورواه بعضهم: نِعما: بكسر النون جمع نعمة، والأول أشهر في الحديث وأعرف.

وقوله: (بها ونِعْمَتْ) (٣) بالتاء في الوصل والوقف ساكنة فيهما. قال الأصمعي ومعناه: بالسنة آخذ. وقيل: بالرخصة آخذ. ونعمت الخصلة أو الفعلة الوضوء، فحذف اختصارًا لدلالة الكلام عليه. وقد قيل في هذه الكلمة، في غير هذا الحديث: (فبها ونَعِمْت) بفتح النون وكسر العين وسكون الميم: يدعو لمخاطبه بالنعمة. قال ثعلب: والعامة تقول: ونعمه وتقف عليها بالهاء، وإنما هي بالتاء. قال ابن درستويه: ينبغي أن يكون هذا الصواب عند ثعلب، وأن تكون التاء خطأ، لأن الكوفيين يزعمون أن نعم وبيس إسمان، والأسماء تدخل عليها الهاء بدلًا من التاء، والبصريون يجعلونهما فعلين ماضيين، والأفعال تليها تاء التأنيث ولا تلحقها الهاء. قال القاضي : بالتاء قيدنا الحرف هنا. وفي الحديث الآخر بعده: قال الباجي: وبالهاء وجدته في أكثر النسخ. قال: وهو الصواب على مذهب الكوفيين، وبالتاء على مذهب البصريين.

وقوله: (نعمت البدعة هذه) (٤) كذلك، وهو ثناء عليها من النعمة، ومن أنعم الشيء: بكسر العين وفتحها أي: حسن، والنعمة كل ما يتنعم به. قال الخليل: وأصل النعمة الخفض والدعة، نَعِم الرجل وأنعم، صار إلى نعمة.

ومنه قوله: (ونعم ما لأحدكم) (٥) كذا مثله أي: حسن وهي ضد بئس، وفي لغة هذيل نعم: بكسر النون والعين. قال سيبويه: وعلى هذه اللغة قوله


(١) البخاري (٩٢٣).
(٢) البخاري (٥١٨٩).
(٣) الترمذي (٤٩٧).
(٤) الموطأ (٢٥٢).
(٥) البخاري (٢٥٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>