للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمجانسة. كما قال تعالى: ﴿فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ﴾ [التوبة: ٧٩] ويستهزءون ﴿اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ﴾ [البقرة: ١٥] وذلك لما أخلف هو مواعيد الله غير مرة ألا يسأله شيئًا غير ما سأله أولًا، فلما رأى ذلك خشي أن يكون ذلك إطماعاً له بما رآه، ثم يمنع منه معاقبة لإخلافه وغدره، ومكافأة له على ذلك سماه سخرية، مقابلة لمعنى ما فعل، وفي هذا عندي بعد، علي أني قد بسطت فيه من البيان ما لم يبسطه قائله، فإن الآية سمى فيها العقوبة، سخرية واستهزاء، مقابلة لمعنى ما فعل، وفي هذا عندي مقابلة لأفعالهم، ولا عقوبة هنا إلا بتصوير الأطماع، وهو حقيقة السخرية التي لا تليق بالله وخلف الوعد، والقول الذي هو منزَّه عنه فإن قبله أدخل الجنة.

[(س خ ط)]

قوله: (فهل يرجع أحد سخطة لدينه) (١) و (لا يسخطه أحد) (٢) السَّخط والسُّخط: لغتان مثل: السقم والسقم. وهو الكراهة للشيء وعدم الرضى به.

وقوله: إن الله يسخط منكم كذا، وسخط الله عليه، هو في حق الله تعالى منعه من إباحة فعله ونهيه عن ذلك، ومعاقبة فاعله [عليه] (٣) وإرادته عقوبته.

[(س خ ف)]

قوله: (وما على كبدي سَخفة جوع) (٤) بفتح السين هو رقته وهزاله. قال الهروي، عن أبي عمرو: السخف: رقة العيش: بالفتح، وبالضم: رقة العقل، وقد ضبطنا هذا الحرف في الحديث المتقدم بالوجهين.

[(س خ ل)]

قوله: في الزكاة: (يعد علينا السخل، ويعد عليهم السخلة، يحملها


(١) البخاري (٧).
(٢) البخاري (٥١).
(٣) في المخطوطة (م).
(٤) مسلم (٢٤٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>