للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجدته، والأوان الزمان والوقت، مفتوح الهمزة، وضبطناه في النون هنا بالوجهين الفتح على الظرف، والضم على خبر المبتدأ، فأما ضمه فعلى إعطاء خبر المبتدأ حقه من الرفع، ووجه النصب فعلى الظرف والبناء لإضافته إلى مبني وهو الفعل الماضي، لأن المضاف والمضاف إليه كالشيء الواحد، وهو في التقدير مرفوع بخبر المبتدأ. وغلّط ابن مكي المحدثين في رفع أوان ولم يقل شيئًا.

وقوله: (ألم يَأْنِ للرجل أن يعرف منزله) (١) من الأوان وفي الرواية الأخرى: (أما آن) أي حان، قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ [الحديد: ١٦] وقد ذكرناه وقد جاء في الحديث: (أما نال) بمعناه، وسنذكره في حرف النون.

[(أ و هـ)]

قوله: (أَوَّهُ عين الربا) (٢) رويناه بالقصر وتشديد الواو وسكون الهاء، وقيل: بمد الهمزة قالوا: ولا موضع لمدها إلا لبعد الصوت، وقيل: بسكون الواو وكسر الهاء، ومن العرب من يمد الهمزة ويجعل بعدها واوين اثنين فيقول: اووه. وكله بمعنى التذكر والتحزن، ومنه ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ﴾ [التوبة: ١١٤] في قول أكثرهم: أي كثير التأوه شفقًا وحزنًا، وقيل: أواه دَعَّاء وهو يرجع إلى قريب منه. وأنشد البخاري:

تأوَّه أهَة الرجل الحزين

كذا للأصيلي مشددًا وللقابسي وأبي ذر: آهة. بالمد وكلاهما صواب أي وجع الرجل الحزين، وفي رواية ابن السماك عن المروزي: أوهة. وهو خطأ.


(١) مسلم (٢٤٧٤).
(٢) البخاري (٢٣١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>