للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(غ ر ث)]

قوله: (وتصبح غرثى من لحوم الغوافل) (١) أصل الغرَث: بفتح الراء: الجوع، هذا استعارة أي: أنها لا تذكر أحدًا بسوء ولا تغتابه.

وفي محاجة النار والجنة. وقول الجنة: (ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وغرثهم وسقطهم) (٢) كذا في حديث عبد الرزاق، عند كافة الرواة، هو بمعنى ما تقدم من ضعفائهم ومجاويعهم.

[(غ ر ر)]

قوله: غرة عبد، أو وليدة الغرة، عند أهل اللغة: للنسمة كيف كانت، وأصله - والله أعلم - من غرة الوجه. قال أبو عبيد: الغرة عبد أو أمة. وقال غيره: الغرة عند العرب أنفس شيء يملك، فكأنه قد يكون هنا لأن الإنسان من أحسن الصور. وقال أبو عمرو: معناها الأبيض، ولذلك سميت غرة، فلا يؤخذ فيها أسود. قال: ولولا أن رسول الله أراد بالغرة معنى زائدًا على شخص العبد والأمة، لما ذكرها، ولقال عبد أو أمة. وقيل: أراد بالغرة: الخيار منهم، وضبطناه عن غير واحد: غرة بالتنوين على بدل ما بعدها منها، وأكثر المحدثين يروونه على الإضافة، والأول الصواب لأنه تبيين للغرة ما هي.

وقوله: (أَنْتُمُ الغُرّ المُحَجَّلُونَ مِنَ الوُضُوءِ وَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ) (٣) وفي خيل غر محجلة، الغرة: بياض في وجه الفرس، والحجَلة في قوائمه، يريد أن سيماء أمته في القيامة في وجوهها ومواضع وضوئها، إما نور يشرق أو بياض تتبين به جماعتهم من بين سائر الناس، أو ما الله أعلم بذلك.

وقوله: (تغِرَّة أن يقتلا) (٤) بفتح الأولى والآخرة وكسر الغين وتشديد الراء، ومعناه: حذارًا وتغريرًا أي: مخاطرة لئلا يقتلا، وتغرة مصدر، ونصب تغرة بالمفعول له أو من أجله، قاله الأزهري. وقال الخليل: غرر فلان بنفسه:


(١) البخاري (٤١٤٦).
(٢) مسلم (٢٨٤٧).
(٣) البخاري (١٣٦).
(٤) البخاري (٦٨٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>