للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفاء مع النون]

قوله (أفناء الأمصار) (١) و (في أفناء الناس) (٢) ممدودًا أي: جماعاتهم جمع فنو: بكسر الفاء. وقيل: في أفناء الناس أي أخلاطهم. يقال للرجل: إذا لم يعرف من أي قبيلة هو. قال صاحب الغين: يقال: رجل من أفناء القبائل إذا لم تعرف قبيلته. وقيل: الأفناء: النزاع من القبائل من ها هنا وها هنا، وحكى أبو حاتم: أنه لا يقال في الواحد وإنما يقال في الجماعة، هؤلاء من أفناء الناس، ولا يقال هذا من أفناء الناس، وقد ذكرنا ما ذكر الخليل من خلاف هذا.

وقوله: في البيوت والأفينة (٣) يعني: أفنية الدور والمنازل واحدها فناء ممدود، وهو ما بين يديها وحولها من البراح.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في باب: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ [البقرة: ١٢٥] في حديث إسحاق بن نصر: (فلما خرج ركع ركعتين في فناء الكعبة) كذا لبعض الرواة، وكذا وجدته في كتاب عبدوس مصلحًا، وللقابسي: (في قبل القبلة) (٤) ولكافة الرواة: في قبل الكعبة، وكله صحيح وأوجهه الأول، ووجه الثاني قيل: وجهها وبابها.

وفي حديث: ما من نبي إلا كان له حواريون، (فقدم ابن مسعود فنزل بفنائه ممدودًا) (٥) كذا لهم، وعند السمرقندي، فنزل "بقناة" بقاف مفتوحة وآخره تاء، وهو واد من أودية المدينة، ومال من أموالها، وسنذكره إن شاء الله في القاف، وأما الذي في حديث أسماء فإنما هو فنزلت بقُباء فَولدت بقباء: بالقاف والباء بواحدة، وسنذكره أيضًا بحول الله تعالى.


(١) البخاري (٣١٦٠).
(٢) أحمد (٢٢٣٩٩).
(٣) مسلم (٢١٦١).
(٤) البخاري (٣٩٨).
(٥) مسلم (٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>