للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(ظ ل ف)]

قوله: (تطؤه بأظلافها) (١) الأظلاف للبقر والغنم والظباء، وكل حافر منشق منقسم فهو ظلف، والخف للبعير، والحافر للفرس، والبغل والحمار، وما ليس بمنشق القوائم من الدواب ومثله قوله: ولو بظلف محرق، هو مثل قوله: ولو فرسن شاة، والفرسن إنما هو للبعير فاستعاره للشاة.

[(ظ ل ل)]

قوله: (يظلهم الله في ظله) (٢) الحديث، يحتمل أن يكون الظل هنا على ظاهره، إما ظل العرش كما جاء في الحديث الآخَر (في ظل عرشه) وأضافه إلى الله لملكه ذلك، أو على حذف مضاف، أو يراد بذلك ظل من الظلال وكلها الله تعالى كما قال: ﴿فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ﴾ [البقرة: ٢١٠] أي: بظلل وكل ما أظل فهو ظل، وظل كل شيء كنه، وقد يكون الظل هنا بمعنى الكنف والستر والعز، ويكون بمعنى في خاصته ومن يدني منزلته ويخصه بكرامته في الموقف، وقد قيل مثل هذا في قوله: السُّلْطَانُ ظِلُّ الله في الأَرضِ أي: خاصته. وقيل: ستره. وقيل: عزه، وقد يكون بمعنى الراحة والنعيم، كما قيل: عيش ظليل أي: طيب ومنه الحديث الآخَر: (في الجَنَّةِ شَجَرَةٌ يَسِيرُ الرَّاكِبُ في ظِلِّها كذا) قيل في ذراها وكنفها، ويحتمل أن معناه: في روحها ونعيمها.

وقوله: (أظلهم المصدق) (٣) وقد أظل قادمًا: وأظلنا يوم عرفة أي: غشيهم، أظله كذا أي: دنا منه كأنه ألبسه ظله، ومنه قد أظل أي: غشيه أو كاد.

وقوله: في البقرة وآل عمران: (كأنهما ظُلَّتانِ أو غَمَامَتَانِ) (٤) بمعنى متقارب الظلة: السحابة وجمعها ظلل. ومنه: ﴿فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَةِ﴾ [الشعراء: ١٨٩].


(١) البخاري (١٤٠٢).
(٢) البخاري (٦٦٠).
(٣) أبو داود (١٥٧١).
(٤) مسلم (٨٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>