للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في رواية البخاري (يوم يشتهى فيه اللحم) قال بعضهم: الوجه في العربية مقروم إليه. وقال أبو مروان بن سراج: يقال قرمت اللحم وقرمت إليه، ومعنى الرواية الأولى: أنه يكره أن يذبح فيه ما لا يجزئ في الضحية ويترك الضحية وسنتها، كما قال في الحديث: وعندي شاة لحم وهذه الرواية، والتأويل كان يرجح بعض شيوخنا وهو أبو عبد الله سليمان النحوي وقال بعضهم: اللحَم فيه مكروه: بفتح الحاء أي: الشهوة إلى اللحم، وهو أن يترك الذبح ويترك عياله بلا أضحية ولا لحم يشتهون اللحم. وقيل: هو حضّ على بذل اللحم لمن لا لحم عنده، إذ يكره الاستئثار به وترك غيره يشتهيه ممن لا يقدر عليه، واللحِم: الذي يكثر أكل اللحم والذي يشتهي أكله.

وجاء في الحديث: (وخلق المكروه يوم الثلاثاء) (١) كذا جاء في كتاب مسلم، وكذا رواه الحاكم ورويناه في كتاب ثابت "التقن" مكان المكروه، وفسره الأشياء التي يقوم بها المعاش ويقوم به صلاح الأشياء، كجواهر الأرض وغير ذلك. وقال غيره: التقن المتقن والأول الصواب.

وقوله: (لا يدعون عنه ولا يكرهون) (٢) كذا للفارسي. ولغيره "يكهرون" وهو الصحيح ومعناه: ينتهرون.

وقوله: (يستحيي أن يهديه لكريمه) (٣) كذا رواية أكثر شيوخنا أي: لمن يعزّ عليه ورواه ابن المرابط: لكريمةٍ؛ بفتح الميم وتنوين آخره، وهو قريب من الأول.

[الكاف مع السين]

[(ك س ب)]

قوله: (تكسب المعدوم) (٤) بفتح التاء، أكثر الرواية فيه وأشهرها وأصحها فتح التاء، ومعناه: تكسبه لنفسك، وقيل: يكسبه غيره ويؤتيه إياه يقال: كسبت


(١) مسلم (٢٧٨٩).
(٢) مسلم (١٢٦٥).
(٣) الموطأ (٨٦١).
(٤) البخاري (٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>