للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في باب الدعاء بالموت: (لو ما أن رسول الله نهانا أن ندعو بالموت) (١) كذا عند كافة شيوخنا عن مسلم، ورواه بعض الرواة "لولا". قال بعضهم: وهو المعروف والصواب. قال القاضي : قد جاءت "لا" بمعنى "ما"، و "ما" بمعنى "لا" وكلاهما بمعنى النفي، وهما هنا بمعنى واحد.

قوله: في الخوارج (يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ لينًا) (٢) كذا لابن عيسى، ولغيره من شيوخنا، عن مسلم (ليًا) بياء مشددة، ومعنى هذا الرواية تحريفًا يلوون ألسنتهم به. وهذا الوصف وصف أهل الكتاب الذين ذكر الله. وقال بعضهم: معناه: سهلًا وهو معنى لينًا في الرواية الأخرى كما جاء في الحديث الآخر: رطبًا، وهو أشبه بصفة الخوارج، إلا أن يراد بذلك تحريفهم معناه وتأويلهم له، فيصح ويكون اللي هنا الميل عن صحيح وجوهه إلى سوء تأويله، مأخوذ من اللي في الشهادة وهو الميل، قاله ابن قتيبة.

وفي باب إثم الغادر: (لكل غادر لواء يوم القيامة قال أحدهما ينصب. وقال الآخر: لواء يوم القيامة) (٣) كذا للجرجاني، ولغيره: (يرى) وهو الصواب لأنه إنما ذكر الخلاف بين: "ينصب يوم القيامة"، وبين "يرى يوم القيامة"، وأما اللواء أول الحديث فثابت لم يختلف فيه.

في الزكاة: في حديث غزوة الفتح، (وجعلت خيلنا تلوذ خلف ظهورنا) (٤) كذا للسجزي أي تختفي، وقد تقدم تفسيره، وعند غيره (تلوي) ومعناه: قريب، أي: تعطف وترجع، لوى عليه إذا عرج عليه، وضبطه شيخنا التميمي: تلوي وهو قريب منه، أراد تتلوى.

[فصل في معاني لو ولولا ولوما]

اعلم أن "لو" تأتي غالبًا في كلام العرب لامتناع الشيء لامتناع غيره


(١) مسلم (٢٦٨١).
(٢) مسلم (١٠٦٤).
(٣) البخاري (٣١٨٧).
(٤) مسلم (١٠٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>