للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه: صدقة بتة بتلة. وكله من نحو ما تقدم.

وسميت مريم البتول لانقطاعها عن الأزواج، وفاطمة البتول لانقطاعها عن الأمثال، وقيل: عن الأزواج إلا عن عليَّ.

[فصل الاختلاف والوهم]

في حديث الدعوة قبل القتال وذكر حديث يحيى بن يحيى التميمي في سبي بني المصطلق وخبر جويرية بنت الحارث وفيه (قال يحيى: أحسبه قال: جويرية. أو ألبتة: ابنة الحارث) (١) كذا قيدنا هذا الحرف في كتاب مسلم عن جميعهم: (ألبتة) بباء بواحدة مفتوحة بعدها تاء باثنتين فوقها مشددة، ورأيت أبا عبد الله بن أبي نصر الحميدي في مختصره ضبطه: "إليته"، بكسر اللام بعدها ياء باثنتين تحتها، كأنه اسم آخر شك فيه، وفي جويرية، وهو تصحيف لا شك فيه، إذ هذا الاسم مما لم يعرف ولا سمع به فيمن سبي من بني المصطلق، وإنما لحق يحيى شك في سماعه نسب جويرية، فقال: أحسبه قال ذلك، ثم غلب على ظنه قوله فقال: "أو هي ألبتة". أي أقطع أنه قال، وإنما توقعه تشكك منه، ويدل عليه قوله بعد من الطريق الآخر عن غيره. وقال: جويرية بنت الحارث. ولم يشك، وكان يحيى بن يحيى لكثرة تورعه وخوفه يتوقف في الحديث كثيرًا ويذكر الشك فيه، حتى كانوا يلقبونه بالشكاك لذلك.

ومثل هذا قول يحيى بن يحيى أيضًا فيه في آخر حديث الصلاة بعد الجمعة: (أظنني قرأت: فيصلي، أو ألبتة) (٢) أي شك هل قرأ فيصلي، ثم غلب يقينه فقال: أو ألبتة. أي لا أشك بل أبُتُ أني قرأته.

وفيمن أعتق شركًا له في عبد في الموطأ قال: (ليسوا هم ابتدؤوا العتاقة ولا أبتوها) (٣) بتاء باثنتين كذا لبعض الرواة ورواه أكثرهم: (أثبتوها) من الثبات،


(١) مسلم (١٧٣٠).
(٢) مسلم (٨٨٢).
(٣) الموطأ (١٥٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>