للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد جعل الشافعي الباء للتبعيض في قوله: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ﴾ [المائدة: ٦]. وقوله: ومسح برأسه: وهو عند المحققين من النحاة والأصوليين والفقهاء غير مسلم من جهة اللفظ، ولا حجة في قولهم: مسحت بالأرض. لأن التبعيض هنا لم يفهم من اللفظ ومقتضى الباء، لكن من ضرورة الحال وعدم القدرة على العموم وإمكانه في جميع الأرض، فيجب حمل مقتضى الباء على العموم إلا ما منع منه عدم الإمكان.

وقوله: (ورجل أعطى بي ثم غدر) (١) أي بالحلف بي، أو العهد بحقي.

وفي القراءة في المغرب في حديث يحيى بن يحيى: (سمعت رسول الله يقرأ بالطور في المغرب) (٢) كذا لكافتهم، وعند ابن عيسى في أصله: "في الطور". والمعروف الأول، لكن إن صح ذلك فيدل على أنها لم تسمعه يقرأ جميعها.

[الباء مع الهمزة والألف]

[(ب أ ب)]

قوله: (يا بابوس من أبوك؟) (٣) بباء واحدة فيهما وآخره سين مهملة، قال ابن الأعرابي: هو الصبي الرضيع وولد الناقة أيضًا، وقال صاحب جامع اللغة: ولد كل شيء في صغره بابوس، وقيل: الكلمة ليست بعربية، وقيل: هي عربية. وقد جاء معناها مفسرًا في الحديث الآخر: (من أبوك يا غلام؟) وقال الداودي: هو اسم ولدها، وقد روي أنه سأله وهو في بطنها، وهذا يدل على أنه غير اسمه.


(١) البخاري (٢٢٢٧).
(٢) مسلم (٤٦٣).
(٣) البخاري (١٢٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>