للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك على السائل لكفرهم، ولو كان سأله الاستسقاء لهم لما أنكره لأنه قد فعله ودعا لهم.

[الغين مع اللام]

[(غ ل ب)]

قوله: (إِن رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي) (١) هذا استعارة لكثرة الرفق والرحمة، وشمولها على العالمين فكأنهما الغالب، ولذلك يقال: غلب على فلان حب المال، وغلب عليه الكرم، والغالب عليه العقل، أي: أكثر خصاله أو أفعاله، وإلا فغضب الله تعالى، ورحمته، صفتان من صفاته راجعتان إلى إرادته ثواب المطيع وعقاب العاصي، وصفاته لا توصف بغلبة إحداها على الأخرى، ولا بسبقها لها لكنها استعارة على مجاز كلام العرب وبلاغتها في المبالغة.

وقوله: في باب سقاية الحاج: (لو لا أن تغلبوا لنزلت حتى أضع الحبل على هذه) (٢) يريد يقتدي بي الناس في استقاء الماء للناس، فيغلبونكم على سقايتكم ومنقبتكم من ذلك.

من وقوله: (لن يشادَّ هذا الدين أحد إلا غلبه) (٣) بتشديد الدال، ويروى برفع الدين ونصبه ومعناه: ذم التعمق والغلو في الدين. وقوله: (إلا غلبه) أي أعياه غلوه، وأضعف قوته وملّه، وتركه، ويفسره قوله: (اكلفوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا) (٤). وقوله: (وشر السير الحقحقة) (٥).

[(غ ل س)]

قوله: غلسنا و (ما يعرفن من الغلس) (٦) تقدم تفسيره مع الغبس. قال أبو زيد: الغلس: آخر الليل حين يشتد سواده، ومنه قوله: غلسنا أي: فعلنا


(١) البخاري (٧٤٠٤).
(٢) البخاري (١٦٣٦).
(٣) البخاري (٣٩).
(٤) النسائي (٧٦١).
(٥) كنز العمال (٢٨٦٥٨).
(٦) البخاري (٨٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>