للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و (تقدمين على فرط صدق) (١) والفَرَط: بفتح الفاء والراء، الذي يتقدم الواردة فيهيئ لهم ما يحتاجون إليه، وهو في هذه الأحاديث: المتقدم للثواب والشفاعة والجنة والنبي ، تقدم أمته ليشفع لهم، وكذلك الولد لأبويه وللمؤمنين المصلين عليه أجرًا لهم وثوابًا. يقال منه: فرط مخففًا وفارط والجمع أفراط.

وقوله: (وتفارط الغزو) (٢) قيل: معناه تأخر وقته. وفات من أراده، وهو من السبق أي: سبق الغزاة فلم يلحقهم غيرهم، وفرط في كذا، والتفريط، وغير مفرط، كله من التقصير، وترك الاهتبال به. ويقال أفرطت الشيء: نسيته وتركته، وأفرط الإفراط أيضًا: هو التزيد في الشيء، وإخراجه عن حده من قول أو فعل.

[(ف ر ع)]

قوله: (لا فَرَع) (٣) بفتح الفاء والراء. قال أبو عبيد: الفرع: بفتح الراء أول ما تلد الناقة، وكانوا يذبحونه لآلهتهم فنهي المسلمون عنه، ونحو هذا التفسير في الحديث نفسه، وقيل: كان الرجل في الجاهلية إذا تتامت إبله مِائَة قدم بكرًا فنحره لصنمه فهو الفرع، وقد جاء حديث: من شاء فرع. وفي حديث آخر في كل سائمة فرع وفي حديث أمر النَّبِيّ بالفرع في خمسين شاة. وقال بهذا بعض السلف، وأكثر فقهاء الفتوى يقولون بتركه والنهي عنه. وقد بسطنا الكلام عليه في غير هذا الكتاب.

وقوله: (وكانت تفرع النساء) (٤) أي: تطولهن، والفارعة والفرعاء والفروع: ما ارتفع من الأرض وتصاعد، وفرع الشجرة ما علا منها وطال عن جذعها.

وقوله: (وفروع أذنيه) (٥) أي: أعاليهما، وفرع كل شيء أعلاه.


(١) البخاري (٣٧٧١).
(٢) البخاري (٤٤١٨).
(٣) البخاري (٥٤٧٣).
(٤) مسلم (٢١٧٠).
(٥) مسلم (٣٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>