للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(هـ ل ع)]

قوله: (لما في قلوبهم من الجزع والهلع) (١) هما بمعنى، قيل: الهلع قلة الصبر. وقيل: الحرص يقال: رجل هلع وهلوع وهلواع وهلواعة جزوع حريص. وقيل ذلك في قوله تعالى ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا﴾ [المعارج: ١٩] والهلع أيضًا والهلاع: الجبن عند ملاقاة الأقران، والهلائع اللئيم.

وفي الحديث الآخَر: (أخاف هلعهم) كذا لابن السكن أي: قلة صبرهم، ولغيره: (ظلعهم) (٢) وهو قريب منه، وقد فسرناه في حرفه.

[(هـ ل ك)]

قوله: (إذا قال الرجل: هلك الناس فهو أهلكُهم) (٣) رويناه: بضم الكاف، وقد قيل: بفتحها: أهلكهم ونبه على الخلاف فيه ابن سفيان. قال: لا أدري هو: بالفتح أو بالضم. قيل: معناه إذا قال ذلك استحقارًا لهم واستصغارًا، لا تحزنا وإشفاقًا، فما اكتسب من الذنب بذكرهم، وعجبه بنفسه أشد. وقيل: هو أنساهم لله. وقال مالك: معناه أفلسهم وأدناهم. وقيل: معناه في أهل البدع والغالين الذين يؤيسون الناس من رحمة الله، ويوجبون لهم الخلود بذنوبهم إذا قال ذلك في أهل الجماعة، ومن لم يقل ببدعته، وعلى رواية النصب معناه أنهم ليسوا كذلك ولا هلكوا إلا من قوله، لا حقيقة من قبل الله.

وقوله: (بأرض دوية مَهلَكة) (٤) بفتح الميم واللام، كذا ضبطناه أي: هلك فيها سلاكها بغير زاد ولا ماء ولا راحلة. قال ثعلب: يقال مهلكة ومهلكة، والكلام مِهلكة: بالكسر.

[(هـ ل ل)]

قوله: (فلما أهلَّ الهلال) وفي الحديث الآخَر: (استَهَل علينا الهلال) (٥)


(١) البخاري (٩٢٣).
(٢) البخاري (٣١٤٥).
(٣) مسلم (٢٦٢٣).
(٤) مسلم (٢٧٤٤).
(٥) الترمذي (٦٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>