للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: (فما رأينا الشمس سبتاً) (١) أي: مدة. قال ثابت: والناس يحملونه، أنه من سبت إلى سبت، وإنما السبت قطعة من الدهر: بفتح السين، ورواه القابسي وعبدوس وأبو ذر، لغير أبي الهيثم: سبتنا والمعروف الأول، وكأن هذه الرواية محمولة على ما أنكره ثابت أي: جُمْعَتَنا. وذكره الداودي: ستاً، وفسره بستة أيام من الجمعة إلى الجمعة، وهو وهم وتصحيف.

وقوله: في مسجد قبا عن ابن عمر: (وكان يأتيه كل سبت) (٢) ظاهره اليوم المعلوم. وقيل: المراد حين من الدهر، كما يقال كل جمعة وكل شهر، ولم يرد يومًا منه معينًا، أنه ذهب إلى ما تقدم أي: يجعله وقتاً من الدهر، وخصه بأيام الجمعة كما يقال لها الجمعة، وفيه نظر.

[(س ب ح)]

قوله: (لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره) (٣) قيل: نور وجهه. وقيل: جمال وجهه، ومعناه: جلاله وعظمته. وقال الحربي: سبحات وجهه: نوره وجلاله وعظمته.

وقال النضر بن شميل: سبحات وجهه كأنه ينزهه يقول: سبحان وجهه [نور وجهه، والهاء على هذا عائدة على الله تعالى. وقيل: هي عائدة على المخلوق أي: لأحرقت الناس سبحات وجه من كشف الحجب عنه] (٤).

وقوله: سبوح قدوس: بفتح السين والقاف وضمهمها ولم يأتِ فعول بالضم مشدد العين في كلام العرب، إلا في هذين الحرفين، وهما بمعنى التنزيه والتطهير من [جميع] (٥) النقائص والعيوب، وقد فسرنا القدوس.


(١) البخاري (١٠١٣).
(٢) البخاري (١١٩٣).
(٣) مسلم (١٧٩).
(٤) ما بين الحاصرتين لم يرد في (أ، م) وإنما جاء في المطبوعة.
(٥) زيادة في المطبوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>