للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأراها تكررت الميم والنون من مؤمن. وقد حكي الفرك عامًا في الرجال والنساء. قال يعقوب: الفرك: البغض، ومنه قولهم: إنها حسناء فلا تفرك.

[(ف ر و)]

قوله: في حديث الهجرة: (ففرشت له فروة) (١) ويروى: (فبسطت عليه فروة) قيل: هي حشيشة يابسة، أو قطعة من حشيش يابس، وقد يحتمل أن يكون على وجهه، وفي بعض طرقه في البخاري في باب الهجرة، (ففرشت له فروة معي) وهذا يشعر ظاهره أن الفروة هنا من اللباس المعلوم لا الحشيش.

وفي حديث موسى والخضر، (إنما خضرًا لأنَّهُ جلس على فروة سمي أرض بيضاء، فإذا هي تهتز خضراء) (٢) قال الحربي: هي قطعة يابسة من حشيش. وقال المطرز عن ابن الأعرابي: الفروة أرض بيضاء ليس فيها نبات. وقال أبو الهيثم الكشميهني: الفروة جلدة أرض. وقال عبد الرازق: هي الأرض اليابسة. قيل: يريد الهشيم اليابس، وهو نحو ما تقدم.

[(ف ر ي)]

قوله: (يفري فَرِيَّه) (٣) بكسر الراء وشد الياء، ويقال: بسكون الراء أيضًا، وبالوجهين ضبطناه على شيوخنا أبي الحسين وغيره، وأنكر الخليل التثقيل وغلط قائلة، ومعناه: يعمل عمله ويقوى قوته يقال: فلان يفري الفرى أي: يعمل العمل البالغ.

ومنه: ﴿لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا﴾ [مريم: ٢٧] أي: عظيمًا عجبًا، يقال: فريت: إذا قطعت وشققت على جهة الإصلاح، وأفريت: إذا فعلته على جهة الإفساد.


(١) البخاري (٣٩١٨).
(٢) البخاري (٣٤٠٢).
(٣) البخاري (٣٦٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>