للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(ص ن و)]

قوله: (عم الرجل صنو أبيه) (١) أي: مثله وقرينه، وأصله النخلتان تخرجان عن أصل واحد.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: (أن تعين صانعًا) (٢) كذا هو صواب الحديث: بالصاد المهملة والنون. وجاء في حديث هشام بن عروة: بالضاد المعجمة وهمزة مكان النون، وكذا قيد عنه في الصحيحين وغيرهما، وعند السمرقندي، فيه كالأول، والصحيح عن عروة: الوجه الأول، وهو الذي رواه أصحاب عروة عنه، إلا ابنه هشامًا. قال الدارقطني: صحف فيه هشام. قال القاضي : ومقابلته بقوله: أو تصنع لأخرق يدل أنه صانعًا: بالنون، كما قال الجمهور. وفي الحديث الآخر عن الزهري: الضائع: بالمعجمة لرواة مسلم، والصانع: بالمهملة للسمرقندي وهو الصواب في رواية الزهري. وقد وقع في الموطأ من رواية التنيسي، وابن وهب، عن مالك، عن الزهري، وفيه: وتصنع لضائع: بالمعجمة أو تعين لأخرق، وفي هذا وهم لا شك فيه، لأن الأخرق هو الذي لا صنعة له، إنما يصنع له وإنما يعان الصانع، وليس هذا الحديث في الموطأ عند غيرهما، لا بهذا اللفظ ولا بغيره.

وقوله: في حديث أبي موسى: (يعين ذا الحاجة الملهوف) (٣) يعضد أيضًا قول هشام: الضائع بالمعجمة.

وقوله: في تفسير قوله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾ [البقرة: ١٩٣] (إن الناس قد صنعوا وأنت ابن عمر) (٤) كذا للكافة، ولأبي الهيثم: (ضُيِّعوا) بضاد معجمة مضمومة بعدها ياء، على ما لم يسم فاعله وهو أشبه بالصواب.

وفي باب: الصلاة كفارة، قول أنس في الصلاة: (أليس قد صنعتم فيها ما


(١) مسلم (٩٨٣).
(٢) مسلم (٨٤).
(٣) البخاري (١٤٤٥).
(٤) البخاري (٤٥١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>