للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الموطأ في المحصر. قال مالك: (فيمن حبس بعدوٍ) (١) كذا لهم، وعند المهلب: "حسر" بالسين وآخره راء وهو خطأ.

وقوله: في حديث الزبير: (احبس الماء حتى يصل الجدر) (٢) كذا لهم، وهو المعروف، ومعنى الحديث الآخر: أمسك ورواه الجرجاني: "أرسل الماء" مكان "أحبس" والأول أوجه وإن تخرجت صحة هذه الرواية.

وقوله: (أدركت الناس وأحبهم على جنائزهم من رضوه لفرائضهم) (٣) كذا للأصيلي بالباء ولبقيتهم (أحقهم) بالقاف.

قوله: (أني قد أحببت فلانًا فأحبه) (٤) كذا يقول المحدثون والرواة، ويلفظه الأكثر، ومذهب سيبويه فيه ضم آخره.

ومثله: (إنا لم نرده عليك إلا أنا حُرُم) (٥) ومثله: (ما لم تمسه النار) (٦) وقد بينا العلة في ذلك آخر الكتاب هنا.

[الحاء مع التاء]

[(ح ت ت)]

أعلم أن "حتى" تأتي غالبًا غاية الشيء، وقد تأتي بغير معنى الغاية، لكن لا بد في جميع معانيها فيها من شيء من معنى الغاية.

فإذا كانت بمعنى الغاية كانت ناصبة أبدًا للفعل بعدها، كقوله تعالى ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ﴾ [البقرة: ١٨٧] و (أُمِرْتُ أن أُقاتِلَ النَّاسَ حتى يَقُولوا لا إله إلا الله) (٧) و ﴿حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ﴾ [البقرة: ٢٣٥] كقوله (حتى ترينَّ القِصَّة البَيْضاء) (٨).


(١) الموطأ (٨٠٧).
(٢) البخاري (٢٣٦٠).
(٣) البخاري، كتاب الجنائز، باب (٥٦).
(٤) الموطأ (١٧٧٨).
(٥) البخاري (١٨٢٥).
(٦) الموطأ (٧٣١).
(٧) البخاري (٣٩٣).
(٨) الموطأ (١٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>