للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نفسها، لكن لما كان بنو آدم يمنعون بعقدهم ذلك، تصرف من يحاول فيما عقدوه، كان هذا مثله من الشيطان للنائم الذي لا يقوم من نومه، إلى ما يجب من ذكر الله والصلاة والله أعلم. وقيل: بل لا يبعد حمله على ظاهره وهو أظهر، فإن الشيطان يفعل من ذلك ما تفعله السواحر من عقدها ونفثها.

وقوله: (لآمرن براحلتي ترحل ثم لا أحل لها عقدة حتى أقدم المدينة) (١) معناه: لا أنزل عنها فأعقلها فأحتاج إلى حلها، ويكون المراد بالعقد هنا العزيمة أي: لا أحلها حتى أبلغ المدينة.

[(ع ق ر)]

قوله: (فعَقِرتُ حتى ما تُقِلني رجلاي) (٢) بكسر القاف. قال يعقوب وغيره؛ عقر الرجل فهو عقر إذا فجأه أمر فلم يقدر على أن يتقدم أو أن يتأخر. وقال الخليل: عقر الرجل إذا دهش، وضبطه القابسي: بضم القاف وهو غلط.

وتقدم في حديث أم زرع: (عقر جارتها) منه، وما يحتمل من معنى والاختلاف في روايته.

وتقدم في حرف الحاء قوله: (عقري حلقي) والاختلاف في ضبطه ومعناه.

وقوله: (يرفع عَقيرته) (٣) أي: صوته: بفتح العين ولأصل هذه اللفظة قصة.

وقوله عُقر دارهم: بضم العين وفتحها. قال الأصمعي: أصلها. وقال ثابت: عقر الدار معظمها وبيضتها. وقال يعقوب: العقر: البناء المرتفع. وقال أبو زيد: عقر دار القوم: وطنهم.


(١) مسلم (١٣٧٤).
(٢) البخاري (٤٤٥٤).
(٣) البخاري (١٨٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>