للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المازري: أن بعضهم رواه: "فاغفر لنا بذاك ما ابتغينا"، وهذا لا إشكال فيه، لكنه لم يكن عند أحد من شيوخنا في الصحيحين. وقد تقدم الخلاف في حرف الباء في قوله: اقتفينا، وقد ضبطنا في هذا الحرف فداءً، وفداء بالرفع، على الابتداء، أو خبره أي: نفسي فداء لك، أو فداء لك نفسي، والنصب على المصدر.

وذكرنا في حرف الراء قوله: قطيفة فدكية، والخلاف فيه والصواب.

قوله: في حديث خطبة الفتح: (إما أن يعقل وإما أنا يقاد أهل القتيل) (١) وفي بعض الروايات، قال البخاري: يقاد بالقاف، وكذا الرواية عندنا فيه في جميع النسخ في باب كتابة العلم. وحكى الداودي فيه: "يفادي" وهو اختلال بمعنى يعقل، وقد ذكره البخاري في باب: "من قتل له قتيل". ومسلم: (إما أن يودي وإما أن يقاد) وهذا موافق للرواية الأولى، وذكره مسلم: (إما أن يفدي. وإما أن يقتل) وذكره أيضًا: (أما أن يعطي، يعني: الدية، وإما أن يقاد أهل القتيل) وكله بمعنى.

[الفاء مع الذال]

[(ف ذ ذ)]

قوله: (لا يدع شاذة ولا فاذة) (٢) و (إلا هذه الآية الجامعة الفاذة) (٣) ويروي: الفذة، وفاذة بمعنى: شاذة سواء، وكذلك فذة وكله بمعنى منفرد أي: لا يدع أحدًا ولا من شذ وانفرد، ولا يسلم منه من خرج عن جماعة العسكر، ولا من فيه، وإنما هي عبارة عن المبالغة أي: لم يدع نفسًا إلا قتلها واستقصاها، وهو مثل يقال ذلك لمن استقصى الأمر أي: لم يترك ما وجد واجتمع ولا ما فذ وانفرد. قال ابن الأعرابي: يقال: ما يدع فلانًا شاذًا ولا فاذًا، إذا كان شجاعًا لا يلقاه أحد إلا قتله، ومعنى الآية الجامعة الفاذة أي:


(١) البخاري (١١٢).
(٢) البخاري (٢٨٩٨).
(٣) البخاري (٢٨٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>