للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في سؤال ما جهله، وقيل: هو دعاء عليه أي سقطت آرابُه وهي أعضاؤه واحدها إِرْبٌ كما قال: تربت يمينه. وعَقْرَى حَلْقَى. وليس المراد معنى الدعاء، لكن على عادة العرب في استعمال هذه الألفاظ في دعم كلامها، وإلى هذا المعنى ذهب القتبي، وإنما دعا عليه بهذا لما رآه يزاحم ويدافع غيره. وقد جاء في حديث عمر للآخر أرِبْتَ عن يديك. قيل: تقطعت آرابُك أو سقطت، فهذا يدل أنه بمعنى الدعاء عليه، لفظ مستعمل عندهم، ومن قال: أَرَبُ: بفتح الهمزة والراء وضم الباء، فمعناه حاجة جاءت له، قاله الأَزهري، وتكون ما هنا زائدة، وفي سائر الوجوه استفهامية، ومن قاله بالكسر وضم الباء، فمعناه رجل حاذق فطن سأل عما يعنيه، والأَرْب والإِرْب والإِرْبَة والمَأْرُبَة الحاجة. بفتح الراء وضمها، ولا وجه لقول أبي ذر: أَرَبَ.

وفي الحديث الآخر: (لا أَرَبَ لي فيه) (١) أي لا حاجة.

وقوله: (أيكم أملك لإرْبه من رسول الله) (٢) كذا رويناه عن كافة شيوخنا في هذه الأصول بكسر الهمزة وسكون الراء، وفسروه لحاجته وقيل: لعقله، وقيل: لعضوه. قال أبو عبيد والخطابي، كذا يقوله أكثر الرواة، والإرْب العضو، وإنما هو: لأَرَبه. بفتح الهمزة والراء، أو: لإِرْبته: أي حاجته قالوا: والأَرْبُ أيضًا الحاجة قال الخطابي: والأول أظهر. وقد جاء في الموطأ في رواية عبيد الله: أيكم أملك لنفسه. ورواه ابن وضاح: لإرْبه.

وفي الحديث الآخر في العتق: (بكل إرْب منه إرْبًا منه من النار) (٣) أي أعضاؤه.

[(أ ر ث)]

قوله: (فإنكم على إرْث هو من إرْث إبراهيم) (٤) الإرث بكسر الهمزة


(١) مسلم (١٥٧).
(٢) البخاري (١٩٢٧).
(٣) مسلم (١٥٠٩).
(٤) أبو داود (١٩١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>