للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحاء، ويقال: البَحيرة أيضًا بفتح الباء وكسر الحاء، ويقال البُحَيرة، على التصغير يعني المدينة، والبَحْرة الأرض والبلد، قال لي ابن سراج: ويقال أيضًا: البَحِيرة: بفتح الباء وكسر الحاء والعرب تسمى القرى البحار. وقد قيل: إنه المراد بقوله تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ [الروم: ٤١] إنها الأمصار، وقيل: هو على وجهه.

وفي الحديث الآخر: (اعمل من وراء هذه البحار) (١) أي البلاد.

وفي الحديث الآخر: (وكتب لهم ببحرهم) (٢) أي ببلدهم.

وقال الحربي: البَحْرة دون الوادي وأعظم من التلعة، وقال الطبري: كل قرية لها نهر جار أو ماء ناقع فالعرب تسميها بحرًا.

وقوله: في الفرس: (إن وجدناه لبحرًا) (٣) البحر الفرس الكثير العدو.

وقوله: (البحيرة: التي يمنع درها للطواغيت فلا تحلب) (٤) سميت بحيرة لأنهم بحروا آذانها، أي شقوها بنصفين، وهي الناقة إذا نتجت خمسة أبطن فكان آخرها ذكرًا، شقوا أذناها ولم يذبحوها ولم يركبها أحد ولم تطرد عن ماء ولا مرعى، وقيل: بل إذا ولدت خمسة أبطن فإن كان الخامس ذكرًا أكله الرجال دون النساء، وإن كانت أنثى بحروا أذناها ولم يشرب لبنها ولم تركب، وإن كانت ميتة اشترك فيها الرجال والنساء. وقيل: كانت حرامًا على النساء، فإذا ماتت حلت للنساء، وقيل: البحيرة بنت السائبة يشق أذنها وتترك مع أمها لا ينتفع بها.

[فصل الاختلاف والوهم]

في حديث موسى والخضر في تفسير سورة الكهف: ﴿فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ﴾ [الكهف: ٦١]، كذا لهم كما جاء في كتاب الله، وعند الأصيلي، في الحرب. هكذا مهملًا، وهو تصحيف.


(١) البخاري (١٤٥٢).
(٢) البخاري (١٤٨٢).
(٣) البخاري (٢٦٢٧).
(٤) البخاري (٣٥٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>