للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(أ خ و)]

وقوله: (شيبتني هود وأخواتها) (١) جاء مفسرًا في حديث آخر: (هود والواقعة والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كُوِّرَت) سميت أخوات لها قيل: لشبههن لها بما فيها من الإنذار، وقيل لأنهن مكّيات، فهي كالميلاد للإخوة وقيل: الذي شيّبَهُ منها ما فيها من ذلك، وقيل: قوله في هود: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾ [هود: ١١٢] والأوّل أظهر.

وقوله: (يتأخّى متأَخِّ رسول الله ) أي يتحرى ويقصد، ويقال بالواو هو الأصل.

[فصل الاختلاف والوهم]

وفي حديث عائشة، (وأنه كان يدخل عليها من أرضعنه أخواتها وبنات أختها) (٢) كذا رواية ابن وضاح أو إصلاحه بتاء باثنتين فوقها في كتاب شيخنا أبي عيسى في حديث عبد الرحمن بن القاسم، وعنده اختلاف أيضًا في حديث ابن شهاب، وعند غيره من شيوخنا: (أخيها) باثنتين من أسفل بغير خلاف وهو صواب الكلام، وإن كان معنى الروايتين في الفقه واحد، أو مما لا يختلف فيه العلماء، وإنما اختلفوا في لبن الفحل إذا أرضعت زوجته أو أمته لابنته. كما قال في الحديث الآخر: (فكان يدخل عليها من أرضعه أخواتها وبنات أخيها ولا يدخل عليها من أرضعه نساء إخوتها) (٣).

قوله: (يوشك أن يصلي أحدكم الصبح أربعًا - إلى قوله - فلما انصرفنا أخذنا نقول ما قال رسول الله) (٤) كذا لكافتهم، أي: جعلنا وتناولنا مذاكرة ما قال نبينا، وعند بعضهم: "أحطنا" بالحاء المهملة والطاء قيل: معناه أحاط بعضنا ببعض نتذاكر ذلك، وعندي أن معناه تجمعنا نتذاكر. قال صاحب العين: الحمار يحوط عانته إذا جمعها. ويقال: أحاط بالشيء وحاط.


(١) الترمذي (٣٢٩٧).
(٢) الموطأ (١٢٨٥).
(٣) الموطأ (١٢٨٥).
(٤) مسلم (٧١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>