للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(ح و ل)]

قوله: لا محالة، ولا حول ولا قوة، أي: لا حركة ولا استطاعة، والحول: الحركة.

وفي الحديث الآخر: (بك أحُول وبك أصُول) (١) قال الأزهري: بك أتحرك، وبك أحمل على العدو. وقال ابن الأنباري: الحول والمحالة، الحيلة. يقال: ما له حول ولا حيلة، ولا محالة ولا احتيال، ولا محتال، ولا محلة، ولا محال بمعنى واحد. قيل: لا حول عن معصية الله إلا بعصمته ولا قوة على طاعته إلا بعونه، وكأن الحول عند هذا بمعنى الانصراف عن الشيء.

ومنه قوله في الشيطان: (إذا سمع النداء أحال وله ضراط) (٢) أي: أدبر هاربًا، كما قال في الحديث الآخر.

وكقوله: في أهل خيبر: (وأحالوا إلى الحصن (٣) أي: أقبلوا إليه هاربين. قال أبو عبيد: أحال الرجل إلى مكان تحول إليه، ورواه بعضهم عن أبي ذر: أجالوا: بالجيم وليس بشيء إلا أن يكون من قولهم: أجال بالشيء وجال به أي: أطاف وهو بعيد. وقال يعقوب: أحال على الشيء: أقبل عليه. وقال غيره: معناه أقبل هاربًا إليه. وقال أبو عبيد، وابن الأعرابي: أحال الرجل يحول من شيء إلى شيء. قال الخطابي: حلت عن المكان تحولت عنه، وكذلك أحلت عنه.

وفي الحديث: (فاستحالت غربًا) (٤) أي: رجعت وصارت دلوًا عظيمة، وتحولت عن حالها من الصغر إلى الكبر.

وفي الحديث الآخر عن قريش: (فجعلوا يضحكون ويحيل بعضهم على بعض) (٥) بضم الياء وكسر الحاء من أحال أي: يميل بعضهم على بعض،


(١) أبو داود (٢٦٢٢).
(٢) مسلم (٣٨٩).
(٣) البخاري (٣٦٤٧).
(٤) البخاري (٣٦٣٣).
(٥) البخاري (٢٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>