للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: في باب السمر في الفقه في كتاب الصلاة: (حتى كان شطر الليل ببُلْغة) (١) كذا للأصيلي وابن السكن والنسفي بباء أوّلًا مكسورة، كأنه يعني بقريب وقليل كالشيء الذي يتبلغ به. وعند غيرهم: (يبلغه) الأولى ياء باثنتين تحتها مفتوحة، وكذا في كتاب عبدوس، وعند بعضهم: (نبلغه) بالنون والأول أظهر وأوجه.

[الباء مع الميم]

[(ب م)]

فيه في فصل الاختلاف والوهم. قوله: في باب وفاة موسى ومحجاته مع آدم: (بم تلومني) (٢) كذا هو بباء بواحدة عند الأصيلي، ولغيره: (ثم) بالثاء وهو وجه الكلام.

[فصلا الاختلاف والوهم]

وفي تفسير سورة البقرة في باب ﴿أم حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ﴾ [البقرة: ٢١٤] قول ابن عباس: (ذهب بما هنالك) (٣) كذا للأصيلي، وعند القابسي وأبي ذر (بها هنالك) أي بتأويل الآية، والهاء راجعة إليها وهو الصحيح من باب الرواية، لأن البرقاني ذكرها في روايته وذكرها ابن أبي نصر الحميدي بما نصه: قال: "كانوا بشرًا ضعفوا ويئسوا وظنوا أنهم كُذِبوا ذهب بها هنالك"، وأومأ بيده إلى السماء.

قال القاضي : وهذا لا يليق بالرسل وأن يُظَن بهم الشك فيما أوحي إليهم أو تكذيب ما بَلَغهم عن ربهم، كما قالت عائشة: (معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها) وذهبت إلى أن الرسل ظنوا ذلك بأتباعهم وأنهم قد كَذَّبوهم، بالتشديد. وقد تأوله بعضهم على قراءة التخفيف على الأتباع أيضًا وأن الرسل ظنّوا أنهم كذبوهم ما وعدوهم من النصر، وقد يحتمل أن يكون الشك والارتياب راجعًا إلى الأتباع لا إلى الرسل.


(١) البخاري (٦٠٠).
(٢) البخاري (٣٤٠٩).
(٣) البخاري (٤٥٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>