للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (حتى أروى بشرته) يريد في الغسل أي: أبلغها الماء ووصل إليها.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في الهجرة: (معي أداوة عليها خرقة قد روأتها) (١) كذا لجميعهم في البخاري، مهموزًا قيل: وصوابه: روَّيتها غير مهموز، ويحتمل معناه: ربطتها وشددتها عليها. يقال: رويت البعير مخففًا، إذا شددت عليه بالرواء وهو الحبل، ويكون معناه أيضًا: عددتها لري النبي ولأجعل له فيها ريَّه، يقال: ارتوى القوم، حملوا ريهم من الماء، وقد تصح عندي الرواية بالهمزة على نحو هذا المعنى أي: أعددتها من روأت الأمر إذا أعملت الرأي فيه وأعددته، بدليل رواية مسلم: ومعي أداوة أرتوي فيها للنبي ليتطهر ويشرب.

وفي صدر كتاب مسلم: (وزعم القائل الذي افتتحنا الكلام على الحكاية عن قوله والإخبار عن سوء رؤيته) كذا لكافة شيوخنا، وعن الهوزني: (روايته) والأول الصواب.

قوله: في حديث ابن عمر: (فلقيهما ملك فقال لي: لم ترعَ) (٢) كذا الرواية فيها بغير خلاف وهو المعروف أي: لا رَوْعَ عليك، وقد فسرناه، ورواه بقي بن مخلد فلقيه ملك وهو يزعمه فقال: لم ترعَ.

وقوله: في تزويج خديجة واستئذان أختها (فارتاح لذلك) (٣) كذا للنسفي بالحاء، وكذا رواه مسلم عن سويد، وعند سائر رواة البخاري: (ارتاع) (٤) بالعين، وكلاهما صحيح المعنى، فبالحاء انبسط وسرّ، ومنه فلان يراح للمعروف ويرتاح، وبالعين أكبر مجيئها له، واستعد للقائها وتنبه له، أو للأمر الذي استؤذن فيه، أو لما أصابه من ذكر اسم خديجة، وحبه لها وقصده إياها.


(١) البخاري (٣٩١٧).
(٢) البخاري (٢٤٧٩).
(٣) مسلم (٢٤٣٧).
(٤) البخاري (٣٨٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>