للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: (تحت راعوفة البئر) (١) بالفاء: هي صخرة تترك في أسفل البير عند حفره ناتئة ليجلس عليها منقيه أو المائح متى احتاج، ونحوه لأبي عبيد. وقيل: بل هو حجر على رأس البئر يستقي عليه المستقي. وقيل: حجر بارز من طيها يقف عليه المستقي والناظر فيها. وقال غيرهم: بل هو حجر ناتيء في بعض البئر لم يمكن قطعه لصلابته فترك. وجاء في بعض روايات البخاري: رعوفة بغير ألف والمعروف في اللغة الأخرى أرعوفة. ويقال: راعوثة بالثاء أيضًا.

قوله: (إن الألى رغّبوا علينا) كذا جاء في رواية القابسي والنسفي، وجمهورهم في حديث أحمد بن عثمان في غزوة الخندق بتشديد الغين المعجمة، وللأصيلي مثله لكن بالمهملة، وقد يكون وجه هذا الإرجاف والتفزيع والذعر، ووجه المعجمة من الكراهة، وهي في رواية غيرهما رغبوا ومعناه: كرهوا وصوابه رواية أبي الهيثم (بغوا علينا) (٢) من البغي، كما جاء في غير هذا الباب.

قوله: (فلعل بعضكم أن يكون أرعى له من بعض) كذلك جاء للأصيلي عن المرزوي، في كتاب الأضاحي، وللمستملي مثله ولغيره: (أوعى) (٣) كما جاء في غير هذا الموضع، وهو المعروف أي: أضبط وأحفظ، وقد تقرب الرواية الأخرى من معنى هذه، لكن هذه أشهر وأعرف.

وقع في مسلم في حديث: الثلاثة أصحاب الغار حتى كَثُرَتِ الأموال فارتجعت، كذا للطبري وهو وهم وصوابه (فارتعجت) (٤) وقد فسرناه (٥).

في حديث ابن عمر في الفضائل (لن تراع) (٦) كذا للجماعة، وللقابسي: لن ترع بالجزم وهو بعيد، إلا على لغة شاذة لبعض العرب تجزم بلن.


(١) البخاري (٥٧٦٥).
(٢) البخاري (٤١٠٤).
(٣) البخاري (٦٧).
(٤) مسلم (٢٧٤٣).
(٥) سبق في (ر ع ج).
(٦) البخاري (٣٧٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>