لحرف الباء مواضع في لسان العرب، وتدخل على الأسماء فتخفضها لمعان شتى، وكذا جاءت في كتاب الله تعالى، وحديث نبيه ﷺ وأصحابه ﵃.
وأصلها وأجلّ معانيها الإلزاق لما ذكر قبلها من اسم أو فعل بمن ضمت إليه، فإذا قلت: مررت بزيد: فمعناه الزقت مروري به، وإذا قلت: المال بيد زيد. فقد الزقت به المال، وكذلك إذا دخلت للقسم في قولك: بالله لا فعلت كذا. فمعناه أحلف بالله والزقت به قسمي، فحذف الفعل لدلالة الكلام عليه، بدليل أنك إذا حذفت الباء ظهر عمل الفعل المحذوف في الاسم، فقلت: الله، لتضربنَّ زيدًا. بالنصب هذا كلام العرب إلا في قولهم: الله لآتيك. فإنه عندهم خفض، وقد روى الرواة في قوله:(إني معسر فقال: الله. قال: الله)(١) بالكسر والفتح، وأكثر أهل العربية يمنعون الفتح ولا يجيزون إلا الكسر سواء جئت بحرف القسم أو حذفته، فالباء مع هذا تأتي زائدة لا معنى لها وقد تسقط في اللفظ أيضًا.