للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وصلى الله على سيدنا محمد النبي الكريم

قال الشيخ الفقيه الحافظ الناقد القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض رحمه الله تعالى ورضي عنه

الحمد الله مُظهر دينه المبين، وحائطه (١) من شبه المبطلين، وتحريف الجاهلين، بعث محمدًا إلى كافة خلقه، بكتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وضمن تعالى حفظه؛ فما قدر العدو على إدخال الخلل في لفظه، مع كثرة الجاحد الجاهد على إطفاء نوره، وظهرة (٢) المعادي المعاند لظهوره، وبيَّنَ على لسان نبيه من مناهجه وشرعته، ما وكل نفي التحريف عنه لعدول أعلام الهدى من أمته، فلم يزالوا رضوان الله عليهم يذبّون عن حمى السنن، ويقومون لله بهداهم القويم الحسن، وينبهون على من يتهم بهتك حريمها، ومزج صحيحها بسقيمها، حتى بان الصدق من المين (٣)، وبان الصبح لذي عينين وتميز الخبيث من الطيب، وتبين الرشد من الغي، واستقام ميسم الصحيح، وأبدى عن الرغوة الصريح (٤).

ثم نظروا بعد هذا التمييز العزيز والتصريح المريح، نظرًا آخر في الصحيح، فيما يقع لآفة البشرية من ثقات رواته من وَهْمٍ وغفلة، فنقبوا في


(١) (وحائطه): حاطه: صانه وتعهده.
(٢) (ظهرة): أي الغلبة والظهور.
(٣) (المين): الكذب.
(٤) (وأبدى عن الرغوة الصريح) الرغوة: الزبد، والصريح: الخالص من كل شيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>