للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والابتلاء ينطلق على الخير والشر، وأصله الاختبار. وأكثر ما ينطلق مطلقًا في المكروه، ويأتي في الخير مقيدًا. قال الله تعالى: ﴿بَلَاءً حَسَنًا﴾ [الأنفال: ١٧] وقال ابن قتيبة: أبلاه الله إبلاءً حسنًا. وبَلاه يَبْلوه بلاءً، أصابه بسوء، وقال صاحب الأفعال: بَلاهُ الله بالخير والشر بلاءً اختبره به وصنعه له.

وقوله: بلوت. أي جربت.

وقوله: (بعثتك لابتليك وأبتلي بك) (١): أي أبتليك بما تلقى منهم من الأذى، وأمتحنهم بما يلقون منك من القتل والجلاء لمن كذبك.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: (من بُلِيَ من هذه البنات بشيء) (٢) كذا هو، وذكره البخاري في باب رحمة الولد: (يَلِي) بياء باثنتين تحتها مفتوحة، وصوابه ما تقدم وكذلك ذكره في الزكاة على الصواب. ورواه مسلم (من ابْتُلِي بشيء من البنات) بالمعنى الصواب، وكذا عند الترمذي وغيره.

وفي حديث أعمى وأبرص وأقرع (أراد الله أن يبتليهم) (٣) أي يختبرهم، وعند السمرقندي: (أن يَبْلِيهم) رباعي، أي يصيبهم ببلاء أي يختبرهم وينعم عليهم.

في التفسير (الصرح: كل بَلاط من القوارير) (٤) كذا عند الأصيلي وابن السكن بباء مفتوحة، ولغيرهما: (كل مِلاط) مكسورة وهو وهم، والبلاط كل ما فرشت به الأرض من حجارة أو آجر وغير ذلك، وأما الملاط فالطين وسيأتي في بابه.

وأما ذكر البلاط في الحديث الآخر في قراءة عمرو في الرجم، فهو


(١) مسلم (٢٨٦٥).
(٢) البخاري (٥٩٩٥).
(٣) البخاري (٣٤٦٤).
(٤) البخاري. مقدمة تفسير سورة النمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>